محيي الدين شجر يكتب : ما الذي حدث على بوابة الحجاج؟

محيي الدين شجر يكتب :
تضافر الجهود لخدمة ضيوف الرحمن: تناغم سعودي – سوداني في موسم الحج
ما الذي حدث على بوابة الحجاج؟
في مشهدٍ إنساني وإيماني عظيم، حطّت آخر أفواج الحجاج السودانيين رحالها عبر بوابة ميناء جدة الإسلامي، حيث كان الاستقبال السعودي دافئًا، يحمل في تفاصيله أسمى معاني التقدير والترحاب. شباب وشابات من المملكة اصطفوا لاستقبال الحجاج السودانيين بالورود والهدايا والابتسامات، وكلمات الترحاب التي لامست القلوب، في لوحةٍ رائعة تعكس اهتمام القيادة السعودية بضيوف الرحمن.
الاستقبال لم يكن مجرد مجاملة، بل كان بداية لمسارٍ من التنظيم والاحترافية التي تميز بها موسم الحج لهذا العام، بإشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، ضمن جهود المملكة المستمرة في تقديم أفضل الخدمات للحجاج من مختلف بقاع العالم.
سرعة الإجراءات في صالة الوصول، والدقة العالية في التنظيم، عكست التطور اللافت في أنظمة العمل داخل المملكة، حيث أظهر المسؤولون السعوديون كفاءة كبيرة في إدارة الحشود، في ظل منظومة تقنية متقدمة، وخطط طوارئ مدروسة، جعلت من رحلة الحج تجربة آمنة وسلسة.
وعلى الجانب السوداني، لعب المجلس الأعلى للحج والعمرة دورًا بارزًا في تنظيم وتيسير رحلة الحجاج، بقيادة أمينه العام الأستاذ سامي الرشيد، الذي لم تمنعه ظروف المرض الطارئ من التنقل بين جدة والمدينة المنورة ومكة المكرمة، لمتابعة شؤون الحجاج عن قرب. وقد كان حضور المجلس مميزًا في كل مراحل الرحلة، بدءًا من الاستقبال وحتى التوجيه والإرشاد.
لقد تحامل الامين العام على نفسه وهو يجول لاجل راحة الحجاج السودانيين ..غادر السرير الابيض مواصلا عمله الدؤوب بمنتهى المسؤولية ..
الحجاج السودانيون عبروا عن ارتياحهم الكبير لما وجدوه من عناية وتنظيم، حيث أُمنت لهم الإقامات المريحة ووسائل النقل المناسبة، إلى جانب متابعة دقيقة من موظفي مكتب شؤون حجاج السودان، الذين عملوا كخلية نحل لتوفير كل متطلبات الراحة والطمأنينة لضيوف الرحمن.
من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية لم تدخر جهدًا في سبيل تطوير منظومة الحج، حيث تبنّت رؤية مستقبلية جعلت من خدمة الحجاج مسؤولية وطنية وإنسانية تتكامل فيها كافة الجهات الرسمية والخدمية، في صورة حضارية باتت نموذجًا يُحتذى.
وفي المقابل، أظهر المجلس الأعلى للحج والعمرة بالسودان جدية والتزامًا عاليًا في تنظيم ومتابعة رحلة أكثر من 11,500 حاج، ضمن جهود تنسيقية متميزة بين الخرطوم والرياض.
يبقى الحج تجربةً فريدة في حياة المسلمين، تزداد قيمتها حين يجد الحاج من يرعاه ويهتم به في كل خطوة. وما بين جهود المملكة العربية السعودية المستمرة في تطوير خدمات الحجاج، وحرص المجلس الأعلى للحج والعمرة على ضمان سلامة وراحة الحجيج السودانيين، تجلت صورة مشرقة للتعاون الإسلامي، ورسالة سامية في خدمة ضيوف الرحمن.