شكوى الخرطوم ضد الهلال هل صحيحة ؟… ورطة الإتحاد.. وترقب الهلال والمريخ

الخرطوم : سودان سوا

فجر نادي الخرطوم الوطني قضية يمكن أن تثير جدلا يستمر طويلا في الوسط الرياضي بعد الشكوى التي تقدم بها ضد مشاركة لاعب الهلال “سالمون بانغا” في مباراة الفريقين الأخيرة والتي انفرد بها سبورتاق في وقت سابق، كما اعاد للواجهة شكوى الأمل “المسكوت عنها” التي تقدم بها “فهود الشمال” بتاريخ “22 مايو 2022” ضد لاعب الهلال “جيرالد فيري” والتي كان “سبورتاق” قد كشف تفاصيلها كاملة ..
“سبورتاق” من خلال هذه المساحة يفتح ملف تلك الشكاوي ويكشف المثير بشأن قضية عدد اللاعبين الأجانب المسموح به في كشوفات الأندية والورطة التي عاشها الإتحاد بعد شكوى الأمل والتي يتوقيع أن تستمر حتى نهاية الموسم الحالي.

سبورتاق تحقيق ناصر بابكر

الاستثنائية 2022

أقر اجتماع مجلس إدارة الإتحاد السوداني رقم “3” في الجلستين الاضافيتين يومي “15 و16 يناير” ضمن القرارات التي خرج بها، فتح نافذة تسجيلات استثنائية مع السماح للأندية خلالها بالتعاقد مع لاعبين اجنبيين إلى جانب ثلاثة لاعبين وطنيين بالإعارة.. وقتها أثار القرار جدلا لأن قرار مجلس إدارة الإتحاد السوداني لكرة القدم أشار للسماح بتعاقد الأندية مع إثنين مع اللاعبين الأجانب دون تحديد للعدد الإجمالي للاعبين الأجانب بالكشف وهو ما دفع الهلال وقتها للتعاقد مع الظهير الأيمن السنغالي “دياغني” وصانع الألعاب النيجيري “عبدول اجاجون” ليرتفع عدد الأجانب بكشف الفريق إلى ستة أجانب حيث كان يضم قبلها كل من “واتارا، فيري، ابراهيما، وديفيد ريتشارد”.. بعدها خرجت تصريحات من رئيس لجنة أوضاع اللاعبين بالإتحاد السوداني لكرة القدم أوضح فيها أن السماح للأندية بضم لاعبين اجنبيين بشرط أن لا يتجاوز عدد الأجانب خمسة لاعبين وهو ما أكده لاحقا اجتماع مجلس إدارة الإتحاد بصورة دفعت الهلال للاستغناء عن السنغالي “دياغني” للإبقاء على خمسة أجانب بكشف الفريق.

خمسة أم ثلاثة؟

الجدل الذي دار ابان فترة الانتقالات الاستثنائية في “يناير 2022” فتح الباب أمام سؤال جوهري وهو “هل هنالك مادة في لائحة أوضاع اللاعبين بالإتحاد السوداني تحدد عدد الأجانب؟” وإذا كانت الإجابة “نعم” “فكم عدد اللاعبين الأجانب المسموح به بحسب اللائحة؟” وهل يحق لمجلس إدارة الإتحاد اصدار قرارات أو منشورات مخالفة للائحة؟ وإذا أقدم الإتحاد على اصدار قرار مخالف للائحة هل تسري اللائحة أم قرار مجلس إدارة الإتحاد؟ ..
“سبورتاق” وضع تلك الأسئلة على الطاولة وبدأ التنقيب عن اجاباتها بالعودة إلى لائحة أوضاع اللاعبين بالإتحاد السوداني لكرة القدم “قبل تعديلها مؤخرا والذي سنعود له لاحقا” ..
لائحة أوضاع اللاعبين بالإتحاد السوداني لكرة القدم التي أطلع عليها “سبورتاق” كشف عن أن عدد اللاعبين الأجانب “غير السودانيين” المسموح به هو “ثلاثة لاعبين أجانب فقط” وذلك بحسب ما ورد في “الفصل التاسع الخاص بإجراءات وشروط التسجيل .. المادة “37 “احكام عامة” .. الفقرة 7″ التي تقول نصا “يكون أقصى عدد للاعبين غير السودانيين في كشف الفريق الأول ثلاثة لاعبين فقط” .. ليبرز سؤال جوهري وهو من أين جاءت قصة “خمسة لاعبين أجانب؟” .. وبالعودة للوراء، وجد “سبورتاق” أن حكاية اللاعبين الخمسة ظهرت للوجود في “يناير 2021” حينما أقر مجلس إدارة الإتحاد السوداني لكرة القدم الذي كان يرأسه “د. كمال شداد” وقتها فترة تسجيلات استثنائية لدعم القمة قبل مرحلة مجموعات تلك النسخة من أبطال أفريقيا وسمح خلالها للقمة بقيد إثنين من اللاعبين الأجانب وامتلاك خمسة أجانب في الكشف، وهي ذات الخطوة التي قام بها الإتحاد الحالي في “يناير 2022” وبالتالي بات السائد في الأوساط الرياضية منذ “يناير 2021” أن عدد الأجانب المسموح به هو خمسة لاعبين أجانب وفقا لقرار الإتحاد السابق في “يناير 2021” ثم قرار الإتحاد الحالي في “يناير 2022”.

خطأ كارثي

النقطة التي لم يتوقف عندها كل الوسط الرياضي في غمرة الإنجراف وراء سوق الأجانب والرغبة في مساعدة القمة لزيادة عدد اللاعبين الأجانب في كشوفاتها على أمل المنافسة قاريا، هو مدى صحة قرار مجلس إدارة الإتحاد السوداني سواء السابق أو الحالي من الناحية القانونية وهل يملك الإتحاد سلطة أو حق اصدار قرارات مخالفة للوائح؟ وهو السؤال الذي وجد “سبورتاق” اجابته في النظام الأساسي الذي يمنع مجلس الإدارة الإتحاد من مخالفة اللوائح ويلزمه بإحترامها وذلك وفقا لنص المادة “7” الفقرة “1” من النظام الأساسي، وبالتالي فإن أي قرار يصدر عن مجلس إدارة الإتحاد السوداني يخالف نص موجود باللائحة تكون الحاكمية للائحة وبالتالي يكون قرار مجلس الإدارة في حكم العدم ما يعني أن مجالس إدارة الإتحاد السوداني المتعاقبة “السابق والحالي” ارتكبا خطأ كارثي باتخاذ قرارات مخالفة للائحة دون أن يقوما بتعديل لائحة أوضاع اللاعبين “التي تم تعديلها مؤخرا وهو التعديل الذي سنعود له لاحقا.

شكوى الأمل

كان نادي الأمل عطبرة أول نادي ينتبه للثغرة التي صنعها الإتحاد، حيث تقدم الفريق العطبراوي يوم الأحد “22 مايو 2022” بشكوى ضد مشاركة لاعب الهلال المالاوي “جيرالد فيري” في مباراة الفريقين التي جرت يوم الجمعة “20 مايو 2022” وكسبها الهلال بسبعة أهداف بعد أن كان النادي تقدم باعتراض قبلها على مشاركة “فيري” .. وتحصل “سبورتاق” على صورة من الشكوى التي كان تقدم بها نادي الأمل والتي أشار من خلالها النادي لزيادة عدد اللاعبين الأجانب بكشوفات الهلال عن العدد المسموح به في لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين مع التنويه لأن كشف الهلال قبل تعاقد النادي مع “فيري” كان يضم “واتارا، ابراهيما ودافيد ريتشارد” من الأجانب.

ربكة الإتحاد

بحسب ما تحصل عليه “سبورتاق”، أحدثت شكوى الأمل ربكة كبيرة داخل أروقة الإتحاد الذي اكتشف الخطأ الكبير الذي ارتكبه باتخاذ قرار زيادة الأجانب إلى خمسة دون اجراء تعديل على لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين التي تحدد العدد المسموح به من الأجانب بثلاثة فقط .. مع الإشارة لأن الأمل عطبرة في شكواه التي طالب فيها بنقاط مباراة الهلال استند إلى فقرة في لائحة المسابقات تحمل النادي وحده مسئولية قانونية مشاركة لاعبيه وتعتبر النادي مهزوما حال اشرك لاعبا ثبت أن مشاركته غير قانونية.

لائحة المنافسات

بحسب مصادر “سبورتاق”، دفعت الورطة التي وجد الإتحاد نفسه فيها بعد شكوى الأمل، مجلس إدارة الإتحاد للبحث عن حلول، فقدمت لجنة المسابقات مذكرة لاجراء تعديلات على لائحة المنافسات اتبعها قرار من لجنة الطوارئ (المكتب التنفيذي) بتاريخ “4 يونيو 2022” يقضي بإجراء تعديلات على لائحة المنافسات كان أبرزها الغاء سنترليق الهبوط الذي كان يفترض أن تلعبه الأندية صاحبة المركزين “الثالث عشر والرابع عشر” والإكتفاء بهبوط الفريقين أصحاب الترتيب الأخير .. وهو تعديل رجح مراقبين أن يكون من ضمن تفاهمات تمت بين بعض المسئولين في الإتحاد ونادي الأمل للتغاضي عن متابعة شكواه التي لم لم تصدر لجنة المسابقات أي قرار حولها في كل اجتماعاتها دون أن تصدر أي تصريحات من المسئولين بنادي الأمل بهذا الشأن الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول تجاهل لجنة المسابقات لأمر الشكوى وصمت نادي الأمل على هذا الوضع.

29 يونيو

بتاريخ 29 يونيو 2022، وبعد أن إدراك الاتحاد الخطأ الجسيم الذي ارتكبه، إجاز مجلس إدارة الإتحاد تعديلات على لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين وقام بتعديل النص الذي يحدد عدد اللاعبين الأجانب بثلاثة لاعبين وقام برفع العدد إلى خمسة لاعبين.

شكوى الخرطوم

التعديل الذي أقدم عليه الإتحاد على لائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين لم ينهي ورطة الإتحاد التي ظلت قائمة لأن التعديل الذي تم مؤخرا لا يسري بأثر رجعي ولا ينطبق على كل التعاقدات التي تمت في فترات التسجيلات الماضية منذ التسجيلات الاستثنائية في “يناير 2021” مرورا بالتكميلية ثم الرئيسية ثم الاستثنائية الثانية في “يناير 2022” ثم التكميلية، حيث بدأ سريان التعديل من فترة الانتقالات الحالية التي بدأت في يوليو الحالي .. وهو الأمر الذي دفع الخرطوم الوطني لتقديم شكوى ضد مشاركة الكاميروني “سالمون بانغا” الذي تعاقد معه الهلال في فترة الانتقالات التكميلية ووقتها كان كشف الفريق يضم من الأجانب كل من “واتارا، فيري، عبدول، ودافيد ريتشارد” حيث كان “بانغا” الأجنبي الخامس قبل أن يستغني الهلال لاحقا عن التنزاني دافيد ريتشارد.

الاعتراض والشكوى

بحسب متابعات “سبورتاق”، تطرق بعض المتابعين لجزئية اعتراض الخرطوم على “ثلاثة من لاعبي الهلال واشاروا لأن الشكوى سترفض شكلا لأن الاعتراض يفترض أن يكون على لاعب واحد، غير أن العودة للائحة المنافسات يشير إلى أن اللائحة اشترطت في “الشكوى” أن تكون ضد قانونية مشاركة لاعب واحد فقط لكنها لم تقيد عدد “الاعتراض” ولم تحدد عددا محددا يمكن الاعتراض على مشاركته، وهو ما دفع الخرطوم الوطني لتقديم اعتراض على عدة لاعبين لكن تقديم الشكوى في لاعب واحد فقط وهو الكاميرني “سالمون بانغا”.

“عبدول وبانغا، توماس وتوني”

القضية التي تفجرت بشكوى الأمل عطبرة أولا ثم شكوى الخرطوم الوطني مؤخرا والتي وضعت الإتحاد ولجانه في ورطة كبيرة، فتحت أنظار المسئولين بالقمة تحديدا باعتبار أن كشف الفريقين يضم اكثر من ثلاثة لاعبين أجانب، لمخالفة هذا الوضع للائحة أوضاع وانتقالات اللاعبين قبل تعديلها الذي لا يسري على العناصر التي تم قيدها سلفا، الأمر الذي يمكن أن يقود الفريقين بحسب متابعات “سبورتاق” لابعاد الأجانب عن الجولات الثلاث المتبقية من الدوري خوفا من تلقي مزيد من الشكاوي بالنسبة للهلال أو تقديم اي نادي لشكوى ضد المريخ وبالتالي يمكن أن يغيب كل من “عبدول وبانغا” عن مباريات الهلال المتبقية و”توماس وتوني” عن لقاءات المريخ، مع امكانية أن تواصل القمة في الاعتماد على الأجانب لكن بشرط أن تتوقف مشاركتهم على تقديم المنافس لاعتراض من عدمه.

لجنة المسابقات

تلك التطورات التي سلط عليها “سبورتاق” الضوء تجعل لجنة المسابقات بالإتحاد السوداني لكرة القدم مخط الأنظار في الأيام القليلة القادمة وترفع من الترقب لأول اجتماع قادم للجنة للنظر في القرار الذي ستتخذه بشأن شكوى الخرطوم الوطني حيث يترقب الهلال معرفة مصير الشكوى وذات الأمر ينطبق على منافسه المباشر على اللقب المريخ، إلى جانب الإجابة حول سؤال بشأن ما حدث في شكوى الأمل عطبرة وسبب عدم الفصل فيها حتى اللحظه