عازة في عيد مولدها تتوشح بالسواد

عازةُ في عيد مولدها تخرج عن صَمتِها تَوشَّحتْ وشاحَها الأخضر شَامِخةُ القَوامِ رقصتْ رقصتها المُثيرة على إيقاع الهبباي والطبول الاسْتِوائية الغاضبةِ تحتَ غيومٍ صلَّت لها زمنًا طويلا ممعنا في الجفافِ،
عازةُ التي مالتْ برأسها بأكثرِ من شبالٍ نحو عبد الفضيل الماظ وعثمان دقنة وإسماعيل الأزهري ومحمد أحمد المحجوب
تتقاذفها اليوم إيقاعات هيسترية مجنونة خنقت فيها الحياةُ الحياةَ ، أربكت رقصها السماوي المعهود، توحَّشتْ جردتها من حزنها النَّبِيلِ وعلَّقتها على مشاجب الألم
ذنبُها أنّها وإن لم تكن حورية بحرٍ أنَّ لها أكثر من نيلين ..
وسماوات كُثر زرق وسماوات حمراوات
ذنبُها أنَّها لم تهجرِ الحياةَ
ولكن- تخلتْ عنها
ملَّتْ طاولاتِ الساسةِ وأنخابَ العسكر،
وتجَّار الأحلام والبائعين لوطن مكسور الخاطر
كلما تقدمت أصابها الدُّوار من رائحةِ الموتِ وسط الطرقات, وصدى صوتها ينادي السلام السلام
وصدى وقع خطى اللاهثين خلف أحلامها من يافعيها السُّمر
تديرُ وجهها ..
ترجع بصرها كرتين
ينقلب البصر حسيرًا بالشهداءِ الأحياءِ وبالشهداءِ الأموات.
اميمه عثمان