الدار الما داري انا مالي بي

*الدار الما داري انا مالي بي؟؟*
تعرضت في مقالات سابقة لبعض الاقوال والامثال الشعبية السودانية المعروفة والتي ساهمت في تكوين ثقافة معينة وربما مفاهيم خاطئة اضحت تحتاج لوقت وجهد لإبادتها تماماً و هذا حقاً ما نحتاجه الان قبل الغد ولا توجد حاجة البتة لإبادة طرفي الحرب للاخر تماماً كما تدعو لذلك بعض الجهات و(الحواضن الاسلامية ) وبطريقة غير اسلامية ولا تمت للدين والاخلاق بصلة عرّفوها بلغة وضيعة (البل والجقم) وقطعاً (ح تعشرق) لهم وتخنقهم رغم انها (مبلولة)
وايضاً تعرضت في كثير من المقالات وعنونتها بعناوين الاغنيات وصوبت سهام نقد قوية نحوها رغم انها من الاغنيات الشهيرة لكبار الفنانين ولها وقع حسن في وجدان الشعب وفي حقب زمنية مختلفة من تاريخ الغناء وتصنيفاته واذكر مثلاً اني كتبت اكثر من مقال تحت عنوان (الوصية)اغنية محمد وردي الشهيرة والتي من اهم وصاياها (الخانك تخونو) وهل ما يحدث الان بعيد عن (الخانك تخونوا) فقد كان الحب سائداً بين طرفي هذه الحرب الدائرة الان ومن ثم اتت (الخيانة) وتم العمل (بالوصية)
و الغناء بانواعه ساهم في بناء وجدان سوداني مضطرب… والعنوان اعلاه مقتبس من اغنية قديمة جدا تغنت بها الفنانة (عائشة الفلاتية) وعاشت الاغنية ما يقارب القرن وتناقلتها اجيال لاحقة الي يومنا هذا من الفنانات المثقفات والقونات الدوليات ايضاً رغم انها تحمل مضامين قبيحة وبها دعوة للانانية و الانغلاق بل والتخريب ورفض الاخر (الزول الما زولي انا مالي بي)
انها قمة الانانية والبعد عن مكارم الاخلاق ونص الاغنية يرتبط ارتباطاً وثيقا بمثل شعبي يقول (بلدا مو بلدك امش فيهو عريان)… يااا للعار….. وهذا مما اتي خراباً علي سمعة بلادنا بالخارج كما مارسناه بالخرطوم وكما يحدث الان في هذه الحرب من فجور في الخصومة وانتقام (الاحباب) من بعضهم البعض كما جاء (بالوصية)
مفهوم الدار او البلد عندنا في السودان له دلالات تضييق الواسع فمثلا نقول دار فور و دار حمر و دار جعل وغيرها رغم انها تضم غير الفور والحمر والجعل ولعل ذلك ما دعي الدكتور جون قرنق وحركته المتمردة وقتها بانهم سيشربون القهوة بالمتمة وتبع ذلك ما تبعه من (استنفار) واستفزاز لمشاعر المواطنين الي ان وقفت الحرب وجلسوا للمفاوضات وانفصل جنوب السودان وايضا مفهوم البلد يبدو مختلاً لذلك كان الانتماء القبلي هو الارجح في حياة اهل السودان فعندما تسمع احدهم بالخرطوم يغني (بالطنبور) متين نرجع للبلد طولنا حليل ارض النخيل العالية) تحسب ان ارض النخيل العالية هذه خارج القطر بينما يظل صاحبنا بالخرطوم لايغادرها يبني ويعمر في المركز و يجلب باقي الاهل والعشيرة ويتساقط النخيل هناك… لذا ظهر مصطلح الهامش وقادتنا وسادتنا وساستنا والمعارضون بعيدون كل البعد عن الفهم الصحيح لهذا التنوع والاختلاف و اهميته و اهمية الاستفادة القصوي منه بل الفهم انه هو الاصل والطبيعي وما سواه طارئ قال الله تعالي في خطاب للناس جميعاً *(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثي وجعلناكم شعوباً وقبائل ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير)*.. انظر وتامل جيداً عزيزي القازئ (لتعارفوا) وعموم الخطاب (يا ايها الناس) لتعلم المقاصد
اغنية *الدار الما داري انا مالي بي* ذكرني لها بالامس حديث (الفريق) الارعن غير المسئول والذي هاجم ديار (الاخرين)…..ايها( الكبير) ولا نملك الا القول ( حقو تخلي بالك في ورقتك يا ولد)
والدار الما داري يستوقفني بها امر عظيم غير امر( الجلابة) المستهلك الان في وقبل هذه الحرب اللعينة يقول المقطع
*(بشاور امي كان ترضي كان تابي ببني لي بيت في حي الجلابة)* ورغم ان هذا المقطع يحتاج لمقال منفصل في تفاصيله الا ان القول (بشاور امي) مع عقد العزم ان افعل ما اكننته فهذا امر عجب وما الداعي (للشوري) والشورة والتشاور اوالاستشارة (للحاضنة) ان كنت ستفعل ما تريد وان الهدف قد تم تحديده مسبقاً… الم اقل لكم ان ماورد بالاغاني ينطبق حرفياً علي احولنا الحالية ويؤثر بشكل كبير علي سلوكياتنا ويعظم حب الانا بدواخلنا…
لا للحرب ونعمل لسلام وليتنا نغني مع المرحوم حميد (ارضاً سلاح) وتتقاسم الغابة والصحراء خيرهما ويحتضن النخيل الابنوس و(نخلي بالنا في ورقنا) ونغني برااانا
*وطن بعزو باقي*
*مكانو جوة المآقي*
*صحيح فقير ريو السواقي*
*بس مكانو في نفوسنا باقي*
*بستغيث في الظلمة صوتو*
*وما بي غريب ح تكون نجاتو*
*و عما قريب ح تكون نجاتو*
*يستعيد كمان اجمل حياتو*
*جميل الماضي واروع ذكرياتو*
*بي شبابو وبي بناتو*
*وبي عيالو الدابو تاتو*
*يا مغيث اديهو خيرك*
*ياخبيث حكم ضميرك*
*بي سرورو يتم سرورك*
*ومن مشاعلو يضوي نورك*
*يامغيث اديهو خيرك*
سلام
محمد طلب