*الجفلن خلهن اقرع الواقفات*

*الجفلن خلهن اقرع الواقفات*

العنوان اعلاه مثل شعبي سوداني معروف ويتم ترديده كثيراً حتي عند الشباب رغم انهم قد لايعرفون( الجفلان) ولا (القرعان)و لم يصادفهم في حياة المدينة؛ الا انهم يرددونه بمعرفة او غير معرفة اتدرون لماذا؟؟؟
لانه يرسم خارطة المخرج (EXIT) بصورة دقيقة و ربما مقصودة.، لا ادري….
قناعتي الراسخة ان *اول الخطوات واهمها في معالجة الاخطاء هو الاعتراف بوجودها*

لذلك اجد نفسي دون قصد او به اقف ضد كل الموروثات الشعبية السئية و اعتقد انها سبب رئيس في تخلفنا وابحث عمن يوافقني الاعتراف بها وانها تتنافي مع الفطرة السليمة وتدعو للكسل والخمول فبدلاً عن (خلهن) التي تمثل (القَنَع) وعدم الثقة بالله والنفس واليأس تماماً مما يُعرف ب (اعادة التأهيل) و(الإعمار) واعادة البناء و(الترويض) ووو وفقط نكتفي ب( خلهن)

والمثل اصلاً ماخوذ من الحياة الرعوية غير المستقرة وربما تكون فرضته حياة معينة يكون فيها الراعي فرد واحد بصحبة قطيع كبير اذا (جفل) بعضه او دعنا نقول (تمرد) جزء صغير من هذا القطيع الكبير فان الحكمة تتطلب تركه ورعاية الموجود الكثير لانك لو حاولت مجرد التعقب للجافلات قطعاً ستفقد المتبقي الاكثر والاهم وهذا خيار صحيح بدرجة عالية اذا كان الراعي فرد وليس جماعة في اقل اعدادها

و قطعاً هذا المثل قيل عن تجربة وخبرة في حياة الرعاة كي يستفد منها من يعش ذات الظروف لكن يصبح من الغباء استخدام ذات المثل في الحياة المدنية والمجتمعات المستقرة وهو مثل يتنافي مثلا مع الحياة الزراعية او التجارية وغيرها

وللاسف ذات المثل اصبح مقنعاً لنا في كل المجالات بل وصل الي الامور الاسرية وتربية الابناء والبنات وحتي التعليم فما يعرف بالفاقد التربوي ماهو الا نتيجة( الجفلن خلهن اقرع الواقفات) والنتيجة خسارة الكل (الجافل والمقروع) …. وعندما تكون بنتك او ابنك عاق سرق وهرب و(فعل وترك) يقول لك المقربون ذلك المثل (الرعوي) المتخلف وكانهم يتحدثون عن ناقة او بقرة او شاة ويتجاهلون انهم يتحدثون في امر (آدمي) وانسان له عقل ومشاعر واحاسيس يمكن اعادته للطريق القويم فالخالق يقبل التوبة والاوبة ولها وسائلها وادواتها لكننا نجد المخرج السهل السريع امامنا (EXIT) وخارطته *(الجفلن خلهن اقرع الواقفات)* حتي يجفل كل الادميين الذين تحت رعايتنا
وقد اوصانا بهم الرسول الامين كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته… والقران الكريم ارشد الي السعي و شاتخاذ الاسباب للمعالجات والوصول للنتائج وسورة الكهف تبين ذلك في اياتها والاية 85 كاملة تكتفي ب (فاتبع سبباً) ثم تاتي الاية89 و 92 (ثم اتبع سببا) و يبدو اننا لا نفهم معني (اية) و الملفت للنظر هناك ما يفيد التراخي والصبر في انتظار النتائج حيث يفصل الايات عن بعضها 4 ايات ثم 3 ايات وفي كل مرة نتيجة مفادها *(حتي اذا)* تُتخذ كسبب لما بعدها و في ذلك دلالات عديدة من هذا الترتيب وان تكون (فاتبع سببا) *اية كاملة* وتاتي بعدها (ثم اتبع سببا) مرتين *كاية كاملة*…انها سورة الكهف التي ارشدنا الرسول الامين بتلاوتها بصورة دورية ولكن السؤال لماذا؟ ممنوع في ظل التخلف الديني

اما( المشروع الحضاري) و ما قبله وبعده من (جفلان) ورعاية مصالح خاصة وترك امر الرعايا والرعبة اوردنا المهالك وما انفصال الجنوب الا اوضح مثال (للجفلن خلهن) وسوف يلحق به كل جافل والنتائج المجملة واضحة فيما يمكن حسابه بالمئات من الاحزاب السياسية واكثر منها الحركات المسلحة والاحتراب والدماء و متمرد جافل وقارع جاهل

وانتقل المثل من حياة الرعاة لكل حياتنا والغريب ان ذات المثل تولد من شاكلته في الحياة التجارية والزراعية ومشكلات الائتمان والديون مثلاً يقول (المال تلتو ولا كتلتو) والاعجب ان اهل القانون صاغوا ما يتناسب مع هذا الامر والحكم به كثيراً ما يُلجأ له لانه ال( EXIT) وقد تجد محامو اطراف النزاع يلوكون هذ المثل فيما بينهم لاقناع الطرف صاحب الحق في التنازل عن ثلثي المبلغ ليتقاسمه (الحرامي) و رعاة القانون مما ساهم في زيادة (الجفلان) وما يترتب عليه من ضياع الحقوق وعدم الالتزام باداء الواجبات طالما ان هناك( مخرج) مقنع للمجتمع وكل اطرافه وتخلفه

اظن اننا بعيدون جداً عن الدين والاخلاق وما يحكم العلاقات الانسانية من فهم وحذر (راجعوا سورة التغابن)

واخر قولي ما قلته اولاً ان
*اول الخطوات واهمها في معالجة الاخطاء هو الاعتراف بوجودها*
وقبل البحث عن ال *EXIT*
حاولوا تفادي اسباب الحريق

سلام
محمد طلب