رحيل كبير المذيعين محمد بابكر… أيقونة العمل الإعلامي في القوات المسلحة

حجازية محمد سعيد تكتب رحيل صوتٍ ظلّ حيًّا في ذاكرة القوات المسلحة

برحيل الزميل الرقيب أول محمد بابكر، كبير المذيعين في إذاعة صوت القوات المسلحة ورئيس قسم الرياضة، فقد الوسط الإعلامي العسكري أحد أكثر وجوهه صدقًا وعمقًا وإخلاصًا. رحل أمس الثلاثاء الموافق 9 ديسمبر، رجلٌ لم يكن مجرد صوت عبر الأثير، بل كان روحًا تبث العزيمة في صدور الجنود، وقلبًا ينبض بالوطنية التي لا تعرف خفوتًا.

كان محمد بابكر أحد الذين جمعوا بين المهنة والرسالة؛ بين الصوت الذي يرفع المعنويات، والقلم الذي يسجل البطولات، والروح التي لا تتردد عن الوقوف في صف الوطن ساعة الشدة. لم يكن إعلاميًا خلف المايكروفون فقط، بل كان مقاتلًا شارك الأبطال في معركة الكرامة داخل القيادة العامة، مقاتلًا بكلمته أولًا، وبروحه ثانيًا، وبموقفه الذي لن يُنسى أبدًا.

عرفه كل من عمل معه بأنه صاحب خلقٍ رفيع، وابتسامةٍ لا تفارق وجهه، وإصرارٍ جميل يجعل العمل معه متعة ومسؤولية في آن واحد. كان يدخل على زملائه فيستقبلونه كمن يستقبل طاقة جديدة من التفاؤل. لم يعرف التردد، ولم يعرف أنصاف المواقف، كان ثابتًا في وطنيته، صادقًا في مهنيته، قريبًا من القلوب دون أن يتكلف.

وفي إذاعة صوت القوات المسلحة، ظل صوته جزءًا من ذاكرة الجنود؛ يرافقهم في مواقع العمليات، يرفع الروح المعنوية، ويشعل فيهم يقين النصر. عرف كيف يحول الكلمة إلى قوة، والرسالة إلى سلاح، والميكرفون إلى منصة شرف.

رحل محمد بابكر، لكن أثره باقٍ، وصوته لا يزال يتردد في آذان كل من عرفه وأحب عمله. رحل الجسد، لكن روح الرجل الذي أحب وطنه حتى آخر لحظة ستظل حاضرة بين زملائه، وحيّة في ذاكرة الإذاعة التي أعطاها من عمره وموهبته وإخلاصه.
نسأل الله أن يتقبله قبول الشهداء والصالحين، وأن يلهم أسرته وزملاءه ومحبيه الصبر والسلوان.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.