صعود صاروخي لإعلامية شابة ببورتسودان… وقلق من هبوط مفاجئ!»

صعود صاروخي لإعلامية شابة ببورتسودان… وقلق من هبوط مفاجئ!»

إعداد: سودان سوا

حين اندلعت الحرب، كانت الخريجة الإعلامية أمنية الحاج في بورتسودان تخطو خطواتها الأولى نحو عالم الإعلام، تظهر لمامًا في فعاليات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتكتفي أحيانًا بتسجيل اسمها في دفتر الحضور دون مشاركة تُذكر.
لكنّ جذوة الطموح التي بداخلها، وما تمتلكه من موهبة فطرية في الوقوف أمام الكاميرا والخطابة أمام الجمهور، دفعتها إلى خطف الأنظار بسرعة غير متوقعة.

شيئًا فشيئًا، بدأت أمنية تتألق وتبهر، مدفوعة بحلم واضح: أن تصبح إعلامية بارزة ومذيعة من الدرجة الأولى.
تمتلك أمنية صفات قلّ أن تجتمع في امرأة تسعى للتميز؛ حضور لافت، أداء تلقائي غير متكلّف، شغف واضح بعملها، وطموح يدفعها إلى تطوير ذاتها في اللغة والظهور والإعداد قبل أي محفل تشارك فيه.

تعليم متين… وبداية واعدة

أمنية الحاج حاصلة على بكالوريوس شرف في اللغة الإنجليزية والإعلام من جامعة البحر الأحمر، إلى جانب دراسات عُليا في مجال إدارة الأعمال (MBA)، وهو ما منحها قاعدة أكاديمية ساعدتها على فهم البيئة الإعلامية وتحليلها بثقة.

من منصة إلى أخرى… صعود لا يهدأ

ومع مرور الوقت، انطلقت أمنية بسرعة الصاروخ، لتصبح مطلبًا لدى العديد من المؤسسات والهيئات في بورتسودان كمقدمة برامج وفعاليات رسمية، قبل أن تلفت أنظار الحكومة الاتحادية التي باتت تستعين بها في مناسباتها الكبرى، حيث تقدم أداءً راقيًا وجاذبًا.

كما اختارتها شركات خاصة، بما فيها شركات طيران، لتكون واجهتها في البرامج الترويجية والتسويقية، مستفيدة من حضورها الاحترافي وطريقتها السلسة في الإلقاء والتقديم.

بصمة في الإعلام الرقمي… وموقع إخباري يحمل توقيعها

ولم يقتصر نجاحها على تقديم الفعاليات؛ إذ تمتلك أمنية حضورًا مكثفًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتشارك بانتظام في حملات مجتمعية مؤثرة.
كما بادرت إلى تأسيس موقع “الهلب الإخباري” الاقتصادي، ونشرت عبره عددًا من الحوارات النوعية مع مسؤولين وخبراء، ما عزز مكانتها كإعلامية شابة تجمع بين التقديم والتحرير وصناعة المحتوى.

وقد ظهرت كذلك في تقارير ميدانية من قلب مدينة بورتسودان، وقدمت أعمالًا لاقت انتشارًا واسعًا، من بينها تقرير “حياة الشارع بورتسودان” الذي أبرز قدرتها على معالجة الواقع المحلي بلغة مشوقة وقريبة من الناس.

تحذيرات من انتكاسة… وطموح بلا سقف

ورغم هذا الصعود اللافت، يحذر مراقبون من انتكاسة محتملة في حال لم تُحسن إدارة هذا النجاح المتسارع، مطالبين إياها باختيار مشاركاتها بعناية، وتجنب الاندفاع، والاستمرار في التأهيل والتطوير لضمان بقاء مسيرتها على ذات النسق التصاعدي.

ذكاء في اقتناص الفرص

لقد نجحت أمنية في استثمار وجود نخبة من إعلاميي الخرطوم الذين لجؤوا إلى بورتسودان بسبب الحرب، فتعلمت بسرعة، واحتكت بخبرات متنوعة، وقدمت نموذجًا للمثابرة والذكاء في اقتناص الفرص… مما يجعلها اليوم واحدة من أكثر الوجوه الإعلامية الشبابية التي تستحق المتابعة والاهتمام.