لاجئو السودان في ليبيا يواجهون السفير بالإنابة بحقائق موجعة

لاجئو السودان في ليبيا يواجهون السفير بالإنابة بحقائق موجعة

لجنة أولياء التلاميذ: “حقوق أبنائنا تضيع… والتعليم ليس رفاهية”

طرابلس : سودان سوا

في مشهد يعكس حجم المأساة التي يعيشها آلاف اللاجئين السودانيين في ليبيا، توجهت لجنة تمثل أولياء أمور التلاميذ—الذين أُقصوا من المدارس لعدم امتلاكهم إقامة قانونية—إلى السفارة السودانية في طرابلس يوم الخميس 20 نوفمبر، تزامنًا مع يوم الطفل العالمي، في محاولة لإيجاد مخرج لأزمة تهدد مستقبل جيل كامل.

غير أن اللقاء، بحسب أعضاء اللجنة، لم يقدّم حلولًا عملية، وترك في الأذهان أسئلة أكبر حول مصير الأطفال المهددين بالحرمان الكامل من التعليم.

حلول بلا أرض… وخيارات “غير واقعية”

قدّم السفير بالإنابة ثلاثة مقترحات للجنة وصفتها الأسر بأنها “غير قابلة للتطبيق”:

1. العودة الطوعية إلى السودان، خصوصًا لمن يسكنون مناطق “آمنة” وفق تقديره.

2. الانتقال إلى مدينة بنغازي لاستكمال تعليم الأبناء هناك.

3. تنظيم حصص دراسية منزلية داخل بيوت اللاجئين.

 

لكن اللجنة ردّت بأن هذه الخيارات لا تراعي الواقع ولا تلبي حقوق الأطفال الأساسية.

العودة إلى السودان… خيار محفوف بالموت

أبدت اللجنة رفضًا قاطعًا لخيار العودة، موضحة أن معظم الأسر المهجّرة قادمة من إقليم دارفور الذي يشهد نزاعات عنيفة وانهيارًا كاملاً للخدمات.
وقال أحد ممثلي اللجنة:

> “العودة إلى دارفور الآن تعني المخاطرة بحياة الأسر. هذا ليس خيارًا، بل مغامرة باهظة الثمن.”

 

الانتقال إلى بنغازي… تكلفة تفوق طاقة اللاجئين

أما المقترح الثاني، فقد وصفته اللجنة بأنه غير منطقي.
فالتنقل والسكن والاستقرار في بنغازي يكلف أكثر مما تحتاجه الأسر لتسجيل أبنائها في المدارس السودانية ذات الرسوم المرتفعة أصلًا.
وأضافت اللجنة:

> “من يملك تكلفة السفر إلى الشرق يستطيع دفع رسوم المدرسة دون مغادرة طرابلس.”

 

التعليم المنزلي… “كيف يمتحن أطفالنا؟”

الاقتراح الأخطر كان التعليم المنزلي، الذي لا يعترف به أي نظام تعليمي.
وقد طرحت اللجنة سؤالًا مباشرًا للسفير بالإنابة:

> “إذا درس الأطفال في المنازل، فأين سيجلسون للامتحانات؟ ومن سيعتمد شهاداتهم؟”

 

أسئلة مشروعة… لم تجد إجابة.

أزمة تتسع… وأطفال بلا مستقبل

بعد إيقاف آلاف التلاميذ لعدم امتلاكهم إقامة، يعيش اللاجئون حالة فراغ قاتل، لا سيما في ملف التعليم.
أطفالٌ بلا مدارس، بلا حماية، وبلا رؤية واضحة لمستقبلهم… في وقت يُفترض فيه أن يكون التعليم حقًا لا يُنتزع.

نداء عاجل

تدعو لجنة أولياء التلاميذ إلى:

تحرك فوري من السفارة السودانية للقيام بواجبها تجاه مواطنيها.

تدخل المنظمات الدولية مثل اليونسيف والمفوضية السامية لضمان حق الأطفال في التعليم وعدم تركهم ضحايا للقرارات الإدارية.

وقال أحد أعضاء اللجنة بمرارة في ختام اللقاء:

> “لا نطلب المستحيل… نريد فقط ألا يتحول أطفالنا إلى جيل ضائع بسبب حرب لم يختاروها.”

مريم علي
22 نوفمبر 2025