ردود فعل غاضبة تجتاح السوشيال ميديا بعد زيارة تسابيح خاطر إلى الفاشر
إعداد : سودان سوا

أثارت زيارة المذيعة تسابيح خاطر إلى مدينة الفاشر جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد ظهورها في مقاطع مصوّرة من داخل معسكرات النزوح والمستشفيات، رصدها موقع سودان سوا وإلى جانب ظهورها مع ضابطة تتبع لقوات الدعم السريع. وقد اعتبر كثير من الناشطين أن الزيارة ليست عملاً إنسانياً كما رُوّج لها، بل تأتي ضمن حملة إعلامية تهدف لتجميل صورة المليشيا المتهمة بارتكاب جرائم قتل واغتصاب بحق المدنيين في دارفور.
ورأى مراقبون أن توقيت الزيارة لا يخلو من دلالات سياسية، خاصة وأن تسابيح هي زوجة إبراهيم الميرغني، أحد أبرز الشخصيات في ما يُعرف بـ”حكومة تأسيس” التي تسيطر فعلياً على الفاشر بالتنسيق مع قوات الدعم السريع. واعتبر هؤلاء أن ظهورها الإعلامي وسط الجنود وضباط الدعم السريع محاولة لإضفاء طابع من “الشرعية الإنسانية” على وجود تلك القوات في المدينة، في وقتٍ تتواتر فيه التقارير الحقوقية عن تجاوزات وانتهاكات مروّعة ارتكبت ضد السكان.
ولاقت مقاطع الفيديو التي ظهرت فيها تسابيح ردود فعل غاضبة من رواد المنصات الرقمية، حيث تساءل البعض عن جدوى زيارة إعلامية في وقت يعيش فيه النازحون أوضاعاً مأساوية من نقص الغذاء والدواء، بينما تواصل القوات المسيطرة فرض قبضتها على المدينة. وكتب ناشطون أن “تسابيح حاولت تقديم مشهد جميل وسط الركام، لكن الحقيقة لا تُجمَّل بعدسات التلفزيون”.
واتهمها آخرون بمحاولة غسل صورة المليشيا عبر تغطيات مصوّرة تُبرز “الرعاية الصحية والجانب الإنساني”، متجاهلة الجرائم التي وثقتها منظمات محلية ودولية في الفاشر ونيالا والجنينة. وذهب بعض المعلقين إلى أن ما فعلته تسابيح “خيانة أخلاقية للإعلام الحر”، وأن “المذيع الذي يمدح الجلاد يسقط مهنياً قبل أن يسقط أخلاقياً”.
في المقابل، حاولت بعض الأصوات القليلة تبرير زيارتها بأنها مبادرة شخصية للتعرف على الأوضاع الميدانية، إلا أن الغالبية رأت أن صمتها عن الجرائم وظهورها في مشاهد مُعدة بعناية يعزز الشكوك حول انخراطها في حملة دعائية لتلميع صورة المليشيا، لا أكثر.
وبينما يواصل السودانيون توثيق المآسي الإنسانية في دارفور، تظل زيارة تسابيح خاطر مثالاً صارخاً على استخدام الإعلام لتزييف الواقع وتلميع من تورطوا في معاناة المدنيين، وهو ما جعل كثيرين يصفونها بأنها “زيارة لتجميل الجريمة لا لنقل الحقيقة”.