سارة أشقر / قصة شابة آمنت بأن الحلم لا يعرف المستحيل

بورتسودان – سودان سوا

لم تكن “سارة عيد أشقر” تعلم أن شغفها بالكلمات سيقودها إلى عالم الطيران، لكنها اختارت أن تُحلّق خارج المألوف. فخريجة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة الخرطوم وجدت نفسها اليوم تقف بثقة خلف كاونتر شركة تاركو للطيران بمطار بورتسودان، تواجه ضغوط العمل وابتسامة النصر لا تفارق وجهها.

بين ضجيج النداءات وصخب المسافرين، تتحرك سارة بخفة وهدوء، تنظم، تستقبل، وتتعامل مع المواقف الطارئة كقائدةٍ تعرف وجهتها. خلف تلك اللمعة في عينيها قصة طموحٍ لم يعرف المستحيل.

سارة التي درست اللغة، اختارت الطيران حين رأت فيه مجالًا يجمع بين الانضباط والتعامل الإنساني، فالتحقت بأكاديمية هاي لفل للطيران عام 2018، وهناك كانت البداية الحقيقية، بين التدريب والانضباط والدروس التي صنعت منها امرأة تعرف أن السماء لا تُمنح.. بل تُنتزع.

بدأت مشوارها في شركة بدر للطيران قبل أن تنتقل إلى تاركو، لتواصل التحليق في فضاء المهنة بثقة واقتدار. لم تكن الرحلة سهلة، لكنها كل يوم تثبت أن النجاح لا يحتاج إلى ظروف مثالية، بل إلى عزيمة لا تنكسر.

في قصة سارة، لا نقرأ سيرة فتاة عادية، بل حكاية جيلٍ جديد من النساء السودانيات اللائي كسرن الحواجز وقررن أن يصنعن واقعًا جديدًا في المهن الصعبة والمجالات التي كانت حكرًا على الرجال.

طيران بلدنا