قصة نجاح سودانية في أروقة المطارات

الخرطوم : سودان سوا
في مطار الخرطوم، تقف رانيا جعفر عباس كرمزٍ حيٍّ للمرأة السودانية الطموحة. لم تكن بدايتها في عالم الطيران تقليدية، ولم يكن طريقها مفروشًا بالورود، لكنها اختارت أن تصنع لنفسها مسارًا خاصًا مليئًا بالإصرار والتحدي.
بدأت رحلتها في عام 2013، لا من برج المراقبة ولا من مقصورة القيادة، بل من قسم خدمة الأمتعة بشركة ماكس للخدمات الأرضية. كانت تحمل شهادة في اللغة الفرنسية من كلية الآداب، لكن شغفها بالتواصل والعمل في بيئة متعددة الثقافات قادها إلى هذا العالم الرحب.
وفي غضون عامٍ واحد فقط، انتقلت إلى قسم خدمة العملاء، لتكون في مواجهة يومية مع مئات المسافرين من مختلف الجنسيات. هناك، لم تكن مجرد موظفة، بل وجهًا مبتسمًا يعكس صورة السودان المضياف. ومع مرور الوقت، تدرجت في المناصب حتى أصبحت رئيسة وردية، تقود فريقها بثقة وتنسق العمليات في لحظات الضغط والانسياب.
تعاونت رانيا خلال مسيرتها مع كبريات شركات الطيران مثل الخطوط الخليجية، التركية، المصرية، القطرية، الإماراتية، فلاي ناس، السورية، والإريترية. كل تجربة كانت درسًا جديدًا، وكل تحدٍ خطوة نحو مزيد من التميز.
واليوم، ومع اقتراب عودتها إلى مطار الخرطوم بعد فترة توقف، تعود رانيا إلى بيتها الأول، مؤكدة أن المطار سيظل نابضًا بالحيوية مهما كانت الظروف.
رانيا ليست مجرد قصة نجاح مهني، بل حكاية امرأة كسرت الحواجز وفتحت الأبواب أمام أخريات لدخول مجالات كانت تُعد حكرًا على الرجال. إنها دليل حيّ على أن الطموح لا يعرف حدودًا، وأن السماء ليست بعيدة لمن يؤمن بقدراته.
طيران بلدنا