اجتماع مفاجئ بين السعودية وتشاد وأمريكا يربك حسابات أطراف الحرب في السودان

تحليل سياسي: لقاء روما الثلاثي بين السعودية وتشاد وأمريكا.. خطوة جديدة في طريق حل أزمة السودان
تحليل : سودان سوا
شهدت العاصمة الإيطالية روما لقاءً دبلوماسيًا مهمًا يوم الخميس 17 أكتوبر 2025، جمع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي إتنو، ونائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، ومستشار الرئيس الأمريكي للشؤون الإفريقية مسعد بولس، في اجتماعٍ ركّز على الوضع المتأزم في السودان وجهود تحقيق السلام في المنطقة.خلفية اللقاء
جاء هذا الاجتماع في توقيتٍ حساس تشهد فيه المنطقة تحولات أمنية معقدة، لا سيما مع استمرار الحرب في السودان وتزايد تداعياتها الإنسانية والسياسية على دول الجوار، وعلى رأسها تشاد التي تواجه ضغوطًا متزايدة من تدفق اللاجئين وعدم الاستقرار على حدودها الشرقية.
أما السعودية، فتسعى منذ اندلاع النزاع إلى دعم الحل السلمي عبر منصة جدة، وتلعب دور الوسيط المقبول إقليميًا ودوليًا بفضل توازن علاقاتها مع الأطراف السودانية كافة، وبدعم أمريكي واضح لمسار التفاوض. أهداف اللقاء
الاجتماع الثلاثي في روما حمل أكثر من رسالة سياسية، أبرزها:
1. تأكيد التزام السعودية وتشاد وأمريكا بالحل السياسي ورفض المسار العسكري كطريق لإنهاء الأزمة السودانية.
2. تعزيز التعاون الأمني الإقليمي في مواجهة تداعيات الحرب، خاصة مع ازدياد نشاط الجماعات المسلحة على الحدود بين السودان وتشاد.
3. تنسيق الجهود الإنسانية لضمان وصول المساعدات للمناطق المنكوبة في دارفور وكردفان والخرطوم.
4. إعادة تفعيل الدور الإفريقي عبر تشاد باعتبارها دولة محورية في منطقة الساحل.
قراءة في المواقف
المملكة العربية السعودية أعادت تأكيد موقعها كوسيط محايد يسعى لتقريب وجهات النظر السودانية، خصوصًا بعد فتور محادثات جدة في الأشهر الماضية.
تشاد أظهرت حرصها على منع تمدد الصراع إلى أراضيها، وتسعى لتأمين حدودها وحماية مصالحها القومية من أي اضطراب ناتج عن الأزمة.
الولايات المتحدة الأمريكية من جانبها تواصل تحركاتها الدبلوماسية عبر مستشار الرئيس للشؤون الإفريقية، في محاولة لإعادة الزخم للمسار السياسي وتجنب انزلاق السودان نحو التفكك الكامل.
دلالات اللقاء
هذا اللقاء يبرز أن الملف السوداني لا يزال يحظى بأولوية دولية، وأن الأطراف الإقليمية بدأت تميل نحو حل شامل يقوده جهد جماعي بدلاً من الوساطات المنفردة. كما يشير إلى وجود تنسيق سعودي–أمريكي متجدد يهدف إلى إعادة تحريك المفاوضات واحتواء الأزمة قبل أن تتحول إلى بؤرة فوضى إقليمية يصعب السيطرة عليها.
خاتمة
يمكن القول إن لقاء روما يمثل رسالة أمل جديدة للسودانيين بأن قضيتهم ما زالت في صدارة الاهتمام الدولي، وأن هناك جهودًا متكاملة لاستعادة السلام والاستقرار، خصوصًا مع وجود دولٍ مثل السعودية وتشاد تمتلكان القدرة على التأثير الميداني والسياسي معًا.
تحليل – سودان سوا