رحيل “صوت النساء في زمن الصمت”.. السودان يودّع سعاد ديشول

رحيل “صوت النساء في زمن الصمت”.. السودان يودّع سعاد ديشول
القاهرة – حنان الطيب
في فقدٍ جللٍ هزّ الأوساط الاجتماعية والنسوية، نعى السودان الأستاذة سعاد ديشول محمود، التي انتقلت إلى رحمة الله في العاصمة المصرية القاهرة، بعد مسيرة امتدت عقودًا في الدفاع عن قضايا المرأة والطفل، خاصة في مناطق النزاع بدارفور وكردفان.
الراحلة شغلت منصب مديرة الإدارة العامة للمرأة بوزارة التنمية الاجتماعية الاتحادية، وكانت رمزًا للشجاعة الميدانية؛ عرفها الجميع في جبل مون وبين معسكرات النازحين، حيث كانت تصغي لآلام النساء وتوثق معاناتهن، مطالبة بخطط عاجلة للإغاثة والحماية.
وفي أحد حواراتها الصحفية، رسمت صورة موجعة لمعاناة النساء، قائلة:
> “نحو 20 ألف نازحة و500 أسرة تحت الأشجار، أربع ساعات لجلب جركانة ماء… وما خفي أعظم.”
سعاد ديشول لم تكن موظفة عادية، بل صوتًا إنسانيًا حرًا آمن بأن “المرأة قبيلة واحدة، وهمومنا واحدة”، وأن استقرار المرأة هو أساس استقرار الوطن. تركت إرثًا من المواقف والمبادرات التي غيّرت حياة الآلاف، من تمكين النساء اقتصاديًا إلى إعادة الفتيات للمدارس.
رحلت سعاد ديشول، لكن صوتها سيبقى شاهدًا على زمنٍ كانت فيه امرأة واحدة تصرخ باسم أمة بأكملها.
إنا لله وإنا إليه راجعون.