وزارة الصحة الاتحادية تدشن حملة ضخمة لتعزيز تحصين الأطفال بعد النزاعات
وزارة الصحة الاتحادية تدشن حملة واسعة لتعزيز تحصين الأطفال في بورتسودان بعد النزاعات

بورتسودان – محيي الدين شجر
دشنت وزارة الصحة الاتحادية اليوم في بورتسودان، بمحافظة البحر الأحمر، حملة واسعة لتعزيز برامج التحصين للأطفال، ضمن المرحلة الثانية لخطة الطوارئ في الولايات المتأثرة بالنزاعات والصعوبات الاقتصادية.
وأكد د. علي بابكر سيد أحمد، وكيل وزارة الصحة الاتحادية، أن الحملة تهدف إلى تغيير السلوك المجتمعي وزيادة الطلب على خدمات التطعيم، مشيراً إلى أن البرنامج يمتد من أغسطس الماضي حتى بداية العام المقبل بقيمة 1,400,000 دولار، ويستهدف 68 محلية في ثمان ولايات، مع التركيز على مناطق النزوح والأماكن المتأثرة بالصراع.
وأوضح وكيل الوزارة أن البرنامج يشمل تدريب الكوادر الصحية، استخدام معينات تعزيز الصحة، وتوفير مواد إعلامية مثل المرايا والبوسترات وأجهزة مكبر الصوت، بهدف رفع الوعي الصحي وإعادة بناء الثقة في خدمات التطعيم وضمان وصول كل طفل إلى اللقاحات الأساسية وحمايته من الأمراض المستهدفة.
وأشار د. علي بابكر إلى أن الوزارة تعمل بتنسيق كامل مع صندوق إعانة المرضى ومنظمة اليونيسيف وكل الشركاء الدوليين والمحليين لضمان نجاح البرنامج، مؤكداً أن الجهود المشتركة تهدف إلى توسيع التغطية الصحية للأطفال وحماية الفئات الأكثر ضعفاً، وتعزيز قدرة المجتمع على المشاركة النشطة في برامج الصحة.
وشدد وكيل الوزارة على أن البرنامج يعتمد على آليات مختلفة لضمان شمولية التطعيمات لكل المستحقين، وإحداث أثر دائم في تغيير السلوك المجتمعي تجاه التطعيم، مضيفاً أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة في إعادة بناء النظام الصحي بعد التحديات الكبيرة التي واجهها السودان نتيجة النزاعات والحروب.
من جهتها، أعربت آن ماري سويه، نائبة الممثل لشؤون البرامج في اليونيسيف، عن سعادتها بالتواجد في حفل التدشين، مشيدة بدعم وزارة الصحة الاتحادية وصندوق إعانة المرضى والشركاء الآخرين.
وقالت سويه إن السودان ما زال يواجه تحديات كبيرة في إيصال اللقاحات لكل طفل، مشيرة إلى أن ستة من كل عشرة أطفال فقط يحصلون على التطعيمات الكاملة، وأن الصراع والصعوبات الاقتصادية جعلت الوصول إلى الفئات الأكثر عرضة للخطر أكثر صعوبة.
وأضافت أن هذه الشراكة ستساعد وزارة الصحة في الوصول إلى 68 محلية في ثمان ولايات، حيث يعيش العديد من السكان الذين نزحوا بسبب الصراع، مؤكدة أن الهدف هو الوصول إلى الأطفال الذين لم يتم تطعيمهم مسبقاً وإنقاذ أرواحهم.
وأوضحت سويه أن العائلات تواجه اليوم تحديات متعددة، حيث تأتي الاحتياجات الأساسية كالطعام والمأوى والسلامة أولاً، وأن المعلومات المضللة زادت من الشكوك والتردد بشأن التطعيمات. وأضافت أن الأنشطة الجديدة تهدف إلى إعادة بناء الثقة وتشجيع الآباء على حماية أطفالهم من خلال التطعيمات.
وأكدت أن الدعم المقدم من صندوق إعانة المرضى كان سريعاً وفعالاً، حيث شمل توفير معينات تعزيز الصحة مثل مرايا للعاملين، أجهزة مكبر صوت، وأدوات اتصال لنشر الرسائل الصحيحة للمجتمعات المحلية، مشيدة بدور وزارة الصحة الاتحادية في التنسيق مع جميع الشركاء لضمان وصول اللقاحات إلى الأطفال في كافة أنحاء البلاد.
وختمت سويه بالتأكيد على استمرار اليونيسيف في دعم الوزارة والشركاء لضمان حصول كل طفل على اللقاح ومنحه فرصة لحياة أكثر صحة، مع الإشارة إلى أهمية إعادة بناء الشبكات المجتمعية التي ساعدت سابقاً في رفع تغطية التحصين في السودان.
فيما قال زكي حسين إدريس، ممثل إدارة تعزيز الصحة الاتحادية، إن التدشين يأتي ضمن المرحلة الثانية لخطة الطوارئ في الولايات المتأثرة بالحرب، ويهدف إلى تعزيز المشاركة المجتمعية وتغيير السلوك وزيادة الطلب على خدمات التطعيم الروتيني للأطفال.
وأوضح إدريس أن المعينات تشمل 420 جهاز مكبر صوت عالي الجودة، و10 آلاف مريلة، و7 آلاف لافتة، إضافة إلى 2000 لوح حائطي و2000 بوستر توعوي حول أمراض الشلل والحصبة والتثانوس، وسيتم توزيعها على الولايات لضمان وصولها لجميع الأطفال المستهدفين ببرنامج التحصين الموسمي.
وأكد ممثل إدارة تعزيز الصحة أن هذه الخطوة ستسهم في حماية صحة الأطفال وتعزيز مشاركتهم في برامج التحصين، معرباً عن تقديره لدعم منظمة اليونيسيف وصندوق إعانة المرضى في توفير هذه المعدات وتنفيذ البرنامج بنجاح.
وأشار ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون العون الإنساني، معتز إبراهيم أحمد، إلى أن المشاريع الصحية في السودان تمثل أولوية قصوى رغم الظروف المعقدة والصعوبات اللوجستية في الوصول إلى بعض المناطق النائية والمتأثرة بالنزاعات.
وقال معتز إبراهيم إن المفوضية تقدر الجهود الكبيرة التي تبذلها وزارة الصحة الاتحادية وولاية البحر الأحمر، بالإضافة إلى الشركاء الدوليين والمحليين، خصوصًا صندوق إعانة المرضى، لدعم تقديم الخدمات الصحية المجانية للأطفال والفئات الضعيفة.
وأضاف أن المفوضية تشيد بعمل المنظمات الأممية في إيصال المعينات والمساعدات إلى كافة الولايات، رغم التحديات الميدانية، مؤكداً أن الجانب النفسي للأطفال يحتاج إلى دعم أكبر، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
وختم معتز إبراهيم حديثه بالشكر لجميع الجهات المشاركة والداعمة، مؤكداً أن استمرار هذه الشراكات سيعزز من قدرة السودان على تقديم خدمات صحية فعّالة ومستدامة رغم كل التحديات.
بدوره، قال د. خالد محجوب العوض، ممثل المدير التنفيذي لصندوق إعانة المرضى، إن المشروع الذي تم تدشينه يركز على شريحة الأطفال ويهدف إلى تغيير السلوك المجتمعي وزيادة الطلب على التطعيمات، مؤكداً أنه جزء من الخطط الاستراتيجية لتعزيز الصحة العامة.
وأشار إلى الدور الكبير الذي تقوم به وزارة الصحة الاتحادية، شاكراً تعاونها الدائم في جميع المشاريع الصحية، رغم الأعباء الكبيرة والظروف الصعبة التي يمر بها النظام الصحي في السودان.
وشدد د. محجوب على أن الصندوق يعمل بالتنسيق مع مفوضية العون الإنساني، التي تعتبر الشريك الرسمي والمرجعية لضمان استمرار عمل المنظمات الإنسانية في السودان، مؤكداً أهمية الشراكة مع اليونيسيف وجعلها الخيار الأمثل لتنفيذ المشاريع الصحية والمجتمعية بكفاءة وشفافية.
وأوضح أن الصندوق يمتلك خبرة طويلة في تنفيذ المشاريع الصحية والتنموية بفضل كوادره المؤهلة والبنية التنظيمية المتطورة، مؤكداً التزامه بتقديم الخدمات لأهل السودان وتلبية احتياجاتهم.
وفي ختام كلمته، حيّا د. محجوب الحضور وكل الشركاء الذين ساهموا في إنجاح المشروع، داعياً إلى استمرار التعاون لضمان وصول الخدمات الصحية إلى الأطفال والفئات المستهدفة في جميع أنحاء البلاد.
