فأمضِ للمُصْطفَى و فُزْ بِجَوارٍ أفْضَلِ الخَلْقِ و الورى يا إيلا/ الشاعر عمار سيد أحمد شليعة

فأمضِ للمُصْطفَى و فُزْ بِجَوارٍ
أفْضَلِ الخَلْقِ و الورى يا إيلا

منوعات : سودان سوا

و َحّدِ الله و اكْثِرِ التكبيرا
ثم سبّحْهُ بُكرةً و أصيلا
أبيضَ القلبِ طاهراً مستقيماً
ليّنَ الجَنْبِ لا يَرُدُّ السُّولا
يرْدَعُ العِدا بسيفٍ صليتٍ
و على المؤمنينَ يغدو ذليلا
أطولَ الناسِ باعُه في الثريّا
كانَ للتُّقاةِ الصالحينَ سَليلا
نال في العلمِ حَظوةً من كنوزٍ
ما اكتفى بلْ تخَطّاها و قال قليلا
ما اقتصادٌ إدارةٌ و نَمَاءٌ
بَعْدَ تخطيطِها تُنِيرُ السبيلا
حدّثِ النّاسَ كَمْ بناها فصولا
و شَواطيءَ أنشاها بَراحاً جميلا
و بنى للشّبابِ دوراً و سوحاً
و كذا النّشْىءُ ليس يُهْمِلُ جِيلا
فرَشَ الأرضَ كلَّها و بَنَاها
و غَدا الشّجَرُ أخضراً و ظليلا
وَزّعَ الأرضَ للمساكنِ طُرّا
و المواترَ تُقْوِي معوّقاً و نَزِيلا
قاعةُ السّلمِ و السلامِ استطالتْ
قاعةُ السيْفِ و النّدى و الرجولة
و أضاءتْ شوارعٌ و زوايا
و بيوتٍ تبَدّلتْ تَبْديلا
و غدا الثّغْر كالعروسِ فَتِيّاً
مِهْرجاناً مكَلّلا إكْليلا

كنت فينا نَبِيّنا لا يُنَبِّي
كنتَ والينا و كنتَ الرسُولا
لسلامٍ لجَمْعنا لا تُبالي
أصْلَنا فصْلنا و أيَّ قبيلة
كنتَ تعفو و لستَ تظْلُمُ أحَداً
كنتَ عدلاً و عادلاً و عَدولا
كنت للبلدِ رأسَها و فتاها
حينَ ضاقتْ و كُنْتَها قنديلا
ليس في مِثْلكَ الرجالُ سَواء
ليسَ في المِثْلِ في دُنَاكَ مثيلا
جاءنا القحْطُ و المصائب تَتْرى
أصبح الشرقُ وحدَه المسئولا

سَدّتِ الشّمْس أمّهاتٌ ثكالى
و رجَالٌ بكَوْا و كانوا عَويلا

ساقَكَ اللهُ حينَ شاء فترضى
فاتّخَذْتَ إلى الإلهِ سَبيلا
لكَ في الخُلْدِ جنّتانِ ذَوَاتَا
فَنَنٍ مِزاجُها زَنْجبيلا
لك فيهاَ خُمُورُها تحْتَسيها
لكَ فيها شرابُها سلسبيلا
فأمضِ للمُصْطفَى و فُزْ بِجَوارٍ
أفْضَلِ الخَلْقِ و الورى يا إيلا
عمار شليعة
٨/١٠/٢٠٢٥