حديث المتمرد حميدتي عن فصله 60 من ضباط الشرطة بتوجيه الفريق نصر الدين يفجر الجدل.. ونجله يرد بوضوح !
الخرطوم – سودان سوا
أثارت تصريحات قائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي” عاصفة من الجدل، بعد زعمه أنه أصدر قرارًا بفصل 60 ضابط شرطة من المنتمين للنظام السابق، وذلك بتوجيه من مدير الشرطة المكلف الراحل الفريق نصر الدين محمد عبد الرحيم، خلال فترة توليه منصب نائب رئيس مجلس السيادة قبل اندلاع الحرب في أبريل 2023م.
وقال حميدتي في تسجيل متداول إن وفاة الفريق نصر الدين لم تكن طبيعية كما ورد في الرواية الرسمية، بل جاءت – حسب قوله – نتيجة رفضه الزج بقوات الشرطة في الحرب، مضيفًا أن الراحل كان على وشك الانضمام رسميًا إلى قوات الدعم السريع قبل ما وصفه بـ“اغتياله”.
لكن أسرة الفريق نصر الدين سارعت إلى تكذيب رواية حميدتي، ووصفتها بأنها “كاذبة وتفتقر للمصداقية”. وقال نجله في تدوينة على منصة “إكس” إن والده توفي بسكتة قلبية أثناء وجوده في المستشفى، مؤكداً أنه كان يشغل وقتها منصب مدير عام الشرطة بالإنابة وسقط مغشيًا عليه أثناء أداء مهامه.
ونشر قائلا : ياناس انا اسعد نصرالدين محمد عبدالرحيم ابن الشهيد نصرالدين
اقسم بالله العظيم وكتابه الكريم ابوي مات في المستشفي بي سقطة قلبية
كيف يكون صفو ناس الجيش ويعزوهو في صفحتهم الرسمية
ياخ قبل وفاته بي نص ساعة كان متواصل مع قادة كبار في الدولة الكلام دا كلو كزب
وفي المقابل، طرح ناشطون وسياسيون تساؤلات حول الضباط الذين شملهم قرار الفصل، ومنح حميدتي لنفسه صلاحيات داخل مؤسسات الدولة النظامية. وقال الناشط السياسي محمد علي ود الأرباب إن “أخطر ما في حديث حميدتي ليس اتهاماته المتكررة للجيش، بل اعترافه الصريح بالتدخل في شؤون الشرطة وفصل ضباطها دون وجه حق”، معتبراً أن ذلك يمثل انتهاكًا صريحًا للتراتبية القانونية والمؤسسية.
وتساءل ود الأرباب:
> “كيف تم تجاوز القوانين المنظمة للشرطة؟ ومن أجاز هذه القرارات؟ وكيف جرى فصل 12% من قوات الشرطة لإرضاء حميدتي؟”.
يرى محللون أن تصريحات حميدتي تمثل محاولة لتجميل صورته في مرحلة ما قبل الحرب، وتقديم نفسه كصاحب قرار داخل مؤسسات الدولة، في إطار صراع السرديات بين الجيش والدعم السريع.
ويعتبر المراقبون أن حديثه عن فصله ضباط الشرطة واتهامه الجيش بتصفية الفريق نصر الدين، يأتي ضمن حملة إعلامية تهدف لإعادة كتابة رواية الحرب من وجهة نظر الدعم السريع.
ويحذر خبراء من أن مثل هذه التصريحات تعيد فتح ملفات حساسة داخل الأجهزة النظامية، وتزيد من حدة الاستقطاب السياسي والعسكري في وقت تتطلب فيه البلاد التهدئة والكشف عن الحقائق بعيدًا عن المزايدات.