انفجار غضب جماهيري ضد فضيل بعد إساءته لثورة ديسمبر
انفجار غضب جماهيري ضد فضيل بعد إساءته لثورة ديسمبر
بورتسودان – سودان سوا
أثار الممثل الكوميدي السوداني عبد الله عبد السلام “فضيل” موجة غضب عارمة في الشارع السوداني، بعد أن وصف ثورة ديسمبر بأنها “أسوأ ثورة في تاريخ السودان”، في تصريح اعتبره كثيرون إساءة صريحة لثورة شعبية شكّلت محطة فاصلة في مسار البلاد وأسقطت نظاماً ديكتاتورياً ظل يحكم لثلاثة عقود.
التصريحات التي أدلى بها فضيل عبر مقطع فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي، فجّرت عاصفة من الانتقادات، وانهالت عليه التعليقات الغاضبة من نشطاء ومواطنين رأوا في حديثه تجنيًّا على تضحيات الشباب والشهداء الذين صنعوا الثورة، فيما وصف آخرون ما قاله بأنه “سقطة فكرية وأخلاقية لا تليق بفنان عرف بمخاطبة وجدان الناس”.
انتقاد المناهج والتعليم
في الفيديو المثير للجدل، شنّ فضيل هجوماً لاذعاً على وزارة التربية والتعليم، بعد أن تضمّن كتاب اللغة العربية للصف الرابع درساً عن الاحتفال السنوي بثورة ديسمبر تحت شعار “حرية، سلام، وعدالة”.
وقال فضيل في حديثه إن “تدريس الأطفال مثل هذا المحتوى مصيبة”، مضيفاً: “إذا كان الوزير لا يعلم فالمصيبة، وإذا كان يعلم وسكت فالمصيبة أعظم”.
حديث فضيل الذي جاء في سياق رفضه لما سماه “تمجيد ثورة لا تستحق”، أثار استياءً واسعاً حتى من داخل الأوساط الفنية، إذ رأى كثيرون أنه تجاوز للحدود المهنية والأخلاقية، خاصة وأنه يمس حدثاً تاريخياً لا يزال حاضراً في وجدان الشعب السوداني.
من الحياد إلى العاصفة
المفارقة – كما يذكر متابعون – أن فضيل كان قد صرّح في وقت سابق بأنه يفضّل الابتعاد عن السياسة والتركيز على فنه الاجتماعي، قبل أن يفاجئ الجمهور بهذا الموقف الصادم، الذي وضعه في مواجهة مباشرة مع جمهورٍ واسع طالما دعمه وأحب فنه البسيط والهادف.
وبذلك، يجد “فضيل” نفسه اليوم أمام أكبر أزمة جماهيرية في مسيرته الفنية، وسط تساؤلات حائرة: هل كان يقصد فعلاً ما قاله؟ أم أنه وقع في فخ التسرع وعبّر بلسانٍ لم يقدّر حساسية المرحلة؟