الخرطوم تحت حصار الأمراض: تعليق الدراسة أصبح ضرورة عاجلة!
الخرطوم تحت تهديد الأمراض: العام الدراسي الجديد بين حمى الضنك والملاريا والتايفويد!

تقرير: الخرطوم : آية صلاح التوم من الله
انطلق العام الدراسي الجديد في الخرطوم العاصمة يوم 17 أغسطس الماضي وسط فرحة كبيرة وحماس عالٍ من الطلاب وأولياء الأمور والمديرين والمعلمين، بعد فترة توقف طويلة نتيجة الأزمات في البلاد. وقد تمت الاستعدادات من قبل جميع الأطراف بروح عالية وتحدٍ كبير للظروف الراهنة، التي بدأت البلاد تتعافى فيها تدريجيًا، لا سيما في قطاع التعليم، الذي يمثل الحجر الأساسي في نمو وتطور أي دولة.
لكن وسط هذا الفرح والحماس، وبسبب الأعطال والانقطاعات المفاجئة للكهرباء وانتشار البعوض والذباب بصورة كبيرة، ظهرت وباءات حمى الضنك والملاريا والتيفوئيد، حيث أصبح لا يخلو أي منزل في العاصمة من حالة أو حالتين مرضيتين، وكانت حمى الضنك هي الأكثر انتشارًا بين الطلاب والأسر.
ومن تجربة شخصية للكاتبة، العاملة كمعلمة في إحدى مدارس الخرطوم، كان هناك غياب واضح لعدد كبير من الطلاب والمعلمين بسبب الأمراض المتفشية. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد اضطر المعلمون خلال الحصص إلى إعادة الطلاب المصابين إلى منازلهم، حيث شعر بعضهم بالمرض المفاجئ، وبعضهم أصيب بالقيء أثناء الحصة. وفي الأيام التالية، شهدت المدارس زيادة في عدد الطلاب الغائبين والذين تم إرجاعهم إلى منازلهم بسبب تفشي العدوى داخل الفصول عبر الذباب والبعوض.
وأوضحت أحاديث الطلاب والمعلمين أن بعض الأسر رفضت بقاء أبنائها المرضى في المنزل، مؤكدين ضرورة حضورهم إلى المدرسة، حتى وهم في حالة مرضية، بينما أبدى بعض الطلاب أنهم لم يتوقعوا تطور مرضهم سريعًا. ومن جانب المعلمين، أبدت بعض المعلمات احتجاجًا شديدًا على ضغط الأهالي لإجبار الطلاب المرضى على الحضور، مشيرات إلى أن هذه الأمراض معدية ويمكن أن تنتشر بسرعة بين الطلاب. وأكدت معلمات أخريات أن الحملات التي نظمت لرش الأحياء والمدارس كانت محدودة وغير كافية للحد من انتشار الأمراض.
ورغم أن العودة إلى المدرسة وانتظام التعليم أمر محتوم، إلا أن الظروف الراهنة وحالة الخوف والهلع والمرض المنتشرة بين الناس تستدعي وقوف الجميع عند هذه النقطة والتصرف بحكمة. فاستمرار الدراسة في هذه الحالة يمكن أن يؤدي إلى آثار سلبية على الطلاب وأولياء الأمور، إذ إن انتشار العدوى بين الطلاب قد ينتقل إلى المنازل، بينما الطلاب الغائبون بسبب المرض سيفوتون دروسًا تؤثر على تحصيلهم الأكاديمي خلال العام الدراسي.
وفي ضوء هذه المخاطر، تناشد الكاتبة وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة بالنظر في الوضع بشكل عاجل وإيجاد الحلول المناسبة لحماية الطلاب والمعلمين وضمان استمرارية التعليم دون المخاطر الصحية التي تهدد المجتمع.