هل تنجح حكومة الأمل في إنقاذ السودان؟”

“الأمل بين مطرقة الحرب وسندان المؤامرات الدولية: هل تنجح حكومة الأمل في إنقاذ السودان؟”

بقلم : مجدي عثمان

الأمل في حكومة الأمل ما زال قائماً، رغم أن البلاد تعيش أتون حرب طاحنة وضغوط دولية خانقة، فيما يرهق الانفلات السلعي المواطن حدّ الإنهاك. الشعب ينتظر من الحكومة قوة دفع حقيقية تبعث الطمأنينة وتعيده إلى وطنه آمناً مطمئناً، علّه يجد بارقة راحة من كابوس الحرب ويلمس وفاءً بمتطلباته الحياتية، ولو كان الأمل في نظر البعض سراباً.

ورغم المؤامرات المحدقة بالسودان التي تستهدف اقتلاع سكانه بعمليات “إحلال وإبدال” عبر حصار المدن وتجويع المدنيين، فإن ما يجري يُعد جرائم حرب وإبادة جماعية يجرّمها القانون الدولي. إلا أن الأمم المتحدة، المنظمة المناط بها حماية السلم والأمن الدوليين، باتت عاجزة عن القيام بدورها، وأصبحت أداة بيد القوى الكبرى تكيل بمكيالين، كما حدث في البوسنة والهرسك بالأمس، ويحدث اليوم في غزة ومدن أخرى تنزف والعالم يكتفي ببيانات خجولة لا توقف مذابح ولا تجويع.

في السودان، تكرر المشهد في دارفور وكردفان والفاشر: قصف لمعسكرات النزوح، قتل على الهوية، منع دخول الإغاثات ونهبها، جرائم تُرتكب في وضح النهار وسط تحدٍ سافرٍ للمجتمع الدولي، من مليشيات ومرتزقة لا دين لهم ولا خُلق، تدعمهم دول إقليمية كالإمارات وبعض الدول الأفريقية، إلى جانب قوى كبرى تعمل لخدمة المشروع الصهيوني.

هذا المخطط الكبير يستهدف تفتيت السودان، لكنه لن ينجح إلا إذا انفرط عقد أهل البلاد. والرهان اليوم على وحدة الصف خلف الجيش والقوات المشتركة، والإسناد الشعبي القوي، فطريق النضال طويل ويحتاج إلى عزيمة لا تلين وإرادة تصنع نصراً يغيظ الأعداء.

اقتصادياً، يمتلك السودان من الموارد ما يمكنه من النهوض، وعلى رئيس الوزراء أن ينجح في برنامجه للإصلاح الاقتصادي عبر استثمار الزراعة، المورد المتجدد الذي لا ينضب، بإدخال التقانات الحديثة ودمج الحيوان في الدورة الزراعية. كما أن مشروع مدينة الإنتاج الحيواني بولاية نهر النيل، الذي أعلن عنه وزير الثروة الحيوانية، يمكن أن يصبح نموذجاً رائداً إذا وُفر له الحماية من أعداء النجاح، بخلاف ما جرى لكثير من المشاريع التنموية التي أُجهضت سابقاً.

فالإنتاج – زراعياً وحيوانياً وصناعياً – هو الطريق لتعزيز صلابة الاقتصاد، وزيادة الدخل القومي، وتحسين سعر الصرف.