محيي الدين شجر يكتب : كبريا الحلفايا وشمبات.. مفتاح عودة الخرطوم للحياة”

“كبريا الحلفايا وشمبات.. مفتاح عودة الخرطوم للحياة”

بقلم: محيي الدين شجر

حضرت بالأمس تنويرًا صحفيًا مهمًا حول صيانة كبريي الحلفايا وشمبات، الكبريان اللذان تضررا بشكل كبير خلال الحرب الأخيرة، وقطعا التواصل الحيوي بين أحياء العاصمة الخرطوم. في ظل عودة طوعية للمواطنين، أصبح من الضروري الإسراع في إعادة تأهيل الكبريين، فلا يعقل أن تواجه حركة المواطنين عوائق قد تُعيق عودتهم إلى منازلهم.

وقد كان موفقًا صدور قرار بتكليف السيد وزير البنى التحتية والنقل، سيف النصر التجاني هارون، برئاسة تهيئة الطرق والبيئة بالعاصمة الخرطوم. الرجل جاء حاملاً حماسًا ورغبة صادقة في تطوير البنى التحتية، بينما صدر قرارًا آخر بتكليف المهندس مستشار جعفر حسن آدم برئاسة لجنة تأهيل الكبريين الرئيسيين. وخبرة الرجل واسعة في هذا المجال، إذ نجحت الهيئة القومية للطرق والجسور في فترة الحرب في إنجاز 15 كبريًا، وهو إنجاز يُشبه الإعجاز في ظل ظروف معقدة وفقدان الموارد.

الحدث شهد حضور السفير المصري بالخرطوم هاني صلاح، والوفد الهندسي المصري الاستشاري، الذي سيقدم دراسة لتأهيل الكبريين بعد اهتمام قيادتي البلدين بأهمية إعادة ترميمهما. ومن وجهة نظري، فإن الإسراع في إعادة الكبريين للخدمة أمر بالغ الأهمية، ليس فقط لتسهيل حركة المواطنين، بل لأنه سيُعيد الحيوية إلى العاصمة ويدفع المئات للعودة إلى ديارهم.

إن الاستفادة من الخبرة المصرية في مجال الطرق والجسور خطوة ذكية، فمصر أنجزت في عشرة أعوام نحو ألف كبري وعشرة آلاف كيلومتر طرق، وما ذكره السفير المصري حول ضرورة إعطاء الأولوية لإعادة تشغيل الكبريين، يؤكد الرسالة السياسية والأخوية التي يحملها الوفد لبلادنا.

ولا يخفى على أحد أن إعادة إعمار ما دمرته الحرب هي عملية شاقة، خصوصًا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ولهذا كان قرار الفريق الركن إبراهيم جابر، رئيس لجنة إعمار الخرطوم، بإيقاف أعمال الصيانة في المنشآت الحكومية، قرارًا صائبًا، إذ يجب أن تكون الأولويات واضحة، ولا توجد أولوية أهم من إعادة كبريي الحلفايا وشمبات للحياة.

إن التعاون مع مصر في هذا الملف يمثل فرصة ذهبية للاستفادة من خبرات عريقة في مجال الطرق والجسور، وما على السودان إلا أن يسخر هذه الخبرات لتسريع عملية إعادة الخرطوم إلى سابق عهدها. كل التوفيق للوفد الهندسي المصري في مهمته التي نثق أنها ستترك أثرًا ملموسًا في حياة سكان العاصمة.