مأساة أسرة سودانية / غرق ثلاث شقيقات

متابعات /  سودان سوا
لقيت ثلاث فتيات سودانيات حتفهن أثناء محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط نحو السواحل الإيطالية، بعد أن غمرت المياه قاربًا مطاطيًا مكتظًا بالمهاجرين نتيجة سوء الأحوال الجوية. الحادثة وقعت في وقت متأخر من ليلة الجمعة واستمرت حتى صباح السبت، حين تدخلت سفينة الإنقاذ التابعة لمنظمة الإغاثة الألمانية “ريسكشيب” لإنقاذ الركاب في المياه الدولية شمال ليبيا.
الفتيات الثلاث، اللواتي تتراوح أعمارهن بين تسع وسبعة عشر عامًا، كنّ ضمن مجموعة من المهاجرين القادمين من السودان الذي يشهد نزاعًا مسلحًا، إلى جانب آخرين من دول مالي وساحل العاج وإثيوبيا وإريتريا. وقد تم العثور على جثثهن داخل القارب بعد أن تمكن طاقم الإنقاذ من إخراج نحو ثلثي الركاب، بينما أُبلغ عن فقدان شخص رابع لا يزال مصيره مجهولًا.
ووفقًا لما أفادت به منظمة “ريسكشيب”، فإن سفينتها “نادير” تمكنت من إنقاذ أكثر من خمسة وستين شخصًا، بينهم نساء حوامل وأطفال، كانوا على متن القارب الذي وصف بأنه غير صالح للإبحار. وقد نُقل الناجون لاحقًا إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حيث وصلت المجموعة في وقت متأخر من مساء السبت، وكان من بينهم والدة الفتيات الثلاث وشقيقهن، الذين نجوا من الحادثة.
باربرا ساتور، إحدى أعضاء فريق الإنقاذ، أوضحت في تصريحات لوكالة أسوشيتد برس أن القارب كان مكتظًا بشكل خطير، ومفرغًا جزئيًا من الهواء، وسط أمواج بلغ ارتفاعها نحو متر ونصف، وظروف جوية صعبة جعلت عملية الإنقاذ محفوفة بالمخاطر. وأضافت أن الفريق تلقى بلاغًا من شبكة هاتف الإنذار، وهي جهة تتلقى نداءات استغاثة من قوارب المهاجرين، ما مكّنهم من تحديد موقع القارب والتدخل في الوقت المناسب.
وأشارت ساتور إلى أن الجثث لم تكن ظاهرة للعيان في البداية، لكنها ظهرت لاحقًا في بركة من الماء والوقود في قاع القارب بعد إجلاء عدد كبير من الركاب. وروت أن إحدى النساء بدأت بالصراخ بينما أشار أحد الرجال إلى مكان وجود الجثث، ما دفع الفريق الطبي لمحاولة إنعاش الفتيات، إلا أنهن كنّ تحت الماء لفترة طويلة حالت دون استجابتهم.
وأضافت ساتور أن الأم بقيت في حالة صدمة طوال الرحلة، وجلست بجوار رفات ابنتيها على متن سفينة الإنقاذ، فيما طلب أفراد من العائلة ملاءات بيضاء لتغطية الجثث. كما أوضحت أن من بين الناجين حالات طبية حرجة، حيث احتاج أربعة أطفال إلى إجلاء عاجل، وتم نقلهم إلى سفينة تابعة لخفر السواحل الإيطالي برفقة ذويهم.
وبحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فإن طريق الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط قد أودى بحياة أكثر من ثلاثين ألف شخص منذ بدء عمليات الإحصاء في عام 2014، ما يجعل هذه الحادثة امتدادًا لسلسلة طويلة من المآسي التي يشهدها هذا المسار البحري الخطير .