الحلقة الأولى من ملف “شباب على حافة الموت”.. اعترافات مرعبة عن الإدمان في نهر النيل

الحلقة الأولى من ملف “شباب على حافة الموت”.. اعترافات مرعبة عن الإدمان في نهر النيل
بقلم / محيي الدين شجر
في قلب ولاية نهر النيل، بعيداً عن أعين الكثيرين، تدور مأساة صامتة تحصد أرواح الشباب وتفتك بعائلاتهم. الإدمان لم يعد ظاهرة هامشية، بل تحول إلى وباء يتغلغل في المدارس والجامعات والأحياء السكنية، ويستهدف حتى الفتيات في مجتمع كان يظن نفسه بمنأى عن هذه الكارثة.
من غرف العلاج في مركز النبوي للطب النفسي وعلاج الإدمان بعطبرة، إلى الأزقة المظلمة التي تمر عبرها الجرعات القاتلة، نفتح هذا الملف الشائك لنكشف الحقائق كما هي، من أفواه الضحايا والمتعافين، ومن سجلات الشرطة والأطباء.
في هذه السلسلة، سنعرض اعترافات تقشعر لها الأبدان، وأرقاماً صادمة عن حجم الكارثة، وسنغوص في تفاصيل الشبكات التي تدير تجارة الموت في الظل، لنضع أمام القارئ صورة كاملة عن حرب صامتة تدور على أرضه كل يوم.
—
في بداية سلسلة تحقيقات صحفية تكشف المستور عن عالم المخدرات في ولاية نهر النيل، استمعتُ إلى شهادات مروّعة من شباب في مقتبل العمر، يتلقون العلاج حالياً في المركز النبوي للطب النفسي وعلاج الإدمان بعطبرة. شهادات حملت تفاصيل تهز الوجدان، وأرقاماً تكشف عن وباء يهدد مستقبل جيل بأكمله.
وحسب إحصائيات إدارة مكافحة المخدرات بالولاية، فإن هناك 20 حالة تعاطٍ يومياً يتم رصدها، وهو رقم ينذر بانفجار اجتماعي إذا لم تتم مواجهته بصرامة.
المفاجأة التي فجّرها بعض المتعافين أن التعاطي لم يعد حكراً على الذكور، إذ أكدوا أن أعداداً متزايدة من الشابات دخلن عالم الإدمان، في ظاهرة يصفها المختصون بأنها “كارثة صامتة” تتوسع في الخفاء.
أحد هؤلاء، م.ط.ع، لم يتجاوز العشرين عاماً، روى كيف كانت بداية انحداره بسبب فتاة أجبرته على تجربة مخدر “الآيس”. يقول:
> “بعد الجرعة الأولى، فقدت السيطرة على حياتي.. بدأت أسرق وأنهب في الشارع، لا يهم من أمامي. انتهى بي الأمر في السجن، وكدت أقتل أمي عندما حبستها في المطبخ وفتحت الغاز، كما كنت على وشك طعن شقيقي”.
اليوم، وبعد رحلة علاج قاسية، يصف المخدرات بأنها “شر مطلق” و”آلة قتل سريع” للشباب، موجهاً رسالة تحذير صارخة لكل من يفكر في التجربة: “لن تخرج منها حياً أو سليماً”.
هذا التحقيق هو مجرد بداية، وفي الحلقات القادمة سنكشف:
كيف تصل المخدرات إلى أحياء عطبرة وبربر والدامر؟
من يقف وراء شبكات التوزيع؟
ولماذا أصبحت الفتيات هدفاً سهلاً للتجار؟
انتظروا الحلقة الثانية من هذا الملف الصادم..وشاب أخر يدرس بجامعة الخرطوم يحكي عن تجربته المريرة
—