سائحة بريطانية تتهم تونس باعتداء جنسي

“سائحة بريطانية تتهم تونس باعتداء جنسي.. فبركة أم ابتزاز سياحي؟”

متابعات : سودان سوا 

أشعلت قضية سائحة بريطانية تُدعى ميشيل ويلسون (52 عامًا) الجدل في تونس وخارجها، بعد زعمها تعرضها لاعتداء جنسي خلال تجربة “الباراسيلينغ” (المظلات البحرية) في مدينة سوسة السياحية. وبينما تلقّفت الصحف البريطانية، خاصة The Sun، الرواية باهتمام واسع، تتعامل الأوساط المهنية التونسية مع الحادثة بحذر شديد، معتبرة أن الأمر قد يكون محاولة مفتعلة وممنهجة لابتزاز مالي باسم حقوق الضحايا.

في تصريحاتها، لم تتردد “ويلسون” في التشديد، مرارًا وتكرارًا، على أنها دفعت نحو 6,000 جنيه إسترليني لقضاء عطلة متكاملة في تونس رفقة أبنائها وصديقتهم. لكنها في كل مرة تعود إلى المبلغ المدفوع حتى وهي تتحدث عن تجربة تقول إنها كانت “مروّعة” ومهينة. هذا التركيز غير المبرر على الشق المالي، قبل حتى سرد تفاصيل الانتهاك المزعوم، دفع مراقبين إلى التساؤل:

هل نحن أمام ضحية تبحث عن إنصاف؟ أم أمام حبكة درامية مدفوعة بثمن، هدفها تعويض مالي سمين؟

وتدّعي “ويلسون” أن المشرف على النشاط البحري “شد الحزام من الخلف ليقربها إليه”، و”لامس فخذها بطريقة غير لائقة”، ثم تحرك جسده “بشكل مريب” أثناء تحليقها. لكن الغريب في الأمر أنها لم تتقدم بشكوى فورية، ولم تطلب تدخل أي جهة في عين المكان، بل سمحت باستمرار النشاط، بل والأغرب أن صديقتها قامت بنفس التجربة مع نفس المشرف دون أن تعترض أو تشير إلى أي سلوك مريب!

الجهات المهنية التونسية بدأت التحقيق في القضية، بينما يتجه الرأي العام نحو الاعتقاد بأن ما جرى محاولة استغلال لموقع الحادثة السياحي، وظروف الطيران فوق البحر، لتوجيه اتهام يصعب إثباته أو نفيه دون دلائل مادية مباشرة.

وتُطرح هنا أسئلة مشروعة:

  • لماذا لم تقدم السائحة شكوى فورية؟
  • لماذا تكررت الإشارة للمبلغ المدفوع أكثر من الحديث عن الأثر النفسي؟
  • لماذا لم تُوقف التجربة فور شعورها بعدم الارتياح؟

القضية الآن في مفترق طرق: إما أن تكشف التحقيقات عن اعتداء فعلي يجب أن يُدان بقوة، أو يظهر أنها فبركة باردة لابتزاز سياحي، ستكون لها تبعات قانونية ودبلوماسية على العلاقة بين تونس والجهات السياحية الدولية.