واصلة عباس تُطلق صرختها الأدبية من القاهرة: الحرب ليست قدَرًا”

 طبول دارفور تقرع في القاهرة.. رواية تفضح الحرب وتبشّر بالسلام 

 

القاهرة – خاص / سودان سوا 
في مشهد ثقافي مميز احتضنته قاعة جمعية إسناد بمدينة نصر بالقاهرة، جرى تدشين رواية (إيقاعات على طبول صدئة – قصة الحرب والسلام) للكاتبة والصحفية السودانية واصلة عباس محمد نور، وسط حضور نوعي من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين بالشأن العام.
الفعالية التي نُظمت بشراكة بين جمعية إسناد لدعم السودانيين المتضررين من الحرب في مصر ومركز عنقرة للخدمات الصحفية، تحوّلت إلى منصة نقاش صريحة عن دارفور والحرب والكتابة النسوية، والثقافة كسلاح موازٍ في معركة التغيير.

«أنا لم أقرأ الرواية.. لكنني نشرتها»

هكذا صرّح الإعلامي جمال عنقرة، مدير مركز عنقرة، ناشر الرواية، الذي قال بثقة إنه طبع الكتاب دون أن يقرأه، لمعرفته العميقة بالكاتبة وموهبتها منذ أيام عملهما المشترك في الصحف بأم درمان. وأضاف: “هذه الرواية هي الثانية بعد كتاب (قصاصات من سفر الإنسانية) الذي سبق لنا نشره، وكلاهما يؤكد نضج الكاتبة الأدبي والإنساني.”

«ذكريات دارفور تعود إليّ»

أما أميرة الفاضل، رئيسة مجلس إدارة جمعية إسناد، فقد لامست الرواية وجدانها، وقالت: “أعادتني الرواية إلى ذكرياتي الجميلة في دارفور… من يزر دارفور لا بد أن يحبها ويحب أهلها.”

«واصلة.. ملكة الدار الجديدة»

الكاتبة والأكاديمية د.سلوى حسن صديق رأت أن واصلة تمثل صوتًا نسويًا جديدًا صاعدًا في الأدب السوداني، قائلة: “لا أعرف من أي قبيلة تنتمي واصلة، لكنني أعلم أنها تنتمي إلى دارفور بجمالها وحزنها وسردها.. إنها ملكة الدار القادمة.”

«صرخة من قلب معسكرات النزوح»

بدورها، شرحت واصلة عباس أن الرواية خرجت من رحم المعاناة التي شهدتها خلال تغطياتها المتكررة لولايات دارفور الخمس، وزياراتها لمعسكرات النزوح في كلمة وزمزم وأبازر، حيث رصدت مآسي الحرب وتفاصيل الناس المهمشين، ونسجت منها قصصًا حقيقية بصيغة روائية تعكس الواقع المأزوم.

«الكتابة من قلب الحدث»

الكاتب الصحفي عزمي عبد الرازق وصف الرواية بأنها “سياحة معرفية مؤلمة، وصادقة، تنبض بالحياة، لأنها خرجت من الميدان لا المكاتب”، مشيدًا بطريقة السرد والتنقل الميداني الذي أضفى عليها الصدق والتفرد.

«حاج النور.. علامة استمرار الحرب»

في قراءة تنموية اجتماعية، قالت د. لمياء عبد الغفار إن شخصية “حاج النور” في الرواية تعني أن الحرب لا تزال حاضرة في كل ركن، وأن التهميش يمتد من دارفور إلى الشمال، مؤكدة أن العدالة في التنمية شرط للسلام الحقيقي.

«الرواية فخر لحواء السودان»

أشادت الكاتبة الصحفية آمنة السيدح بالرواية، معتبرة إياها مصدر فخر للمرأة السودانية، بينما أكدت الصحفية مشاعر عثمان أن الكاتبة والمدققة اللغوية للرواية نادية عثمان، وهنّ خريجات مدرسة “صحيفة الوطن”، يمثلن نموذجا حقيقيا للمرأة السودانية القادرة على كسر الصمت وفضح الحرب.

«الثقافة باقية رغم الرصاص»

الإعلامي د. نادر أحمد الطيب أكد أن وجود 400 عنوان سوداني في معرض القاهرة الدولي للكتاب، دليل على أن الثقافة السودانية بخير رغم الحرب، وأن رواية واصلة تمثل “صرخة في وادي الصمت”.

تكريم ودعوة للتوزيع

في ختام الحفل، كرّمت الكاتبة الجهات التي دعمتها وأوصلتها إلى دارفور، وخصّت بالشكر جمعية الهلال الأحمر السوداني، اتحاد الصحفيين السودانيين، وزارة الرعاية الاجتماعية، اتحاد الشباب السوداني، والفنان التشكيلي آدم أبو حازم الذي صمم رسومات الرواية.