هبة المهندس.. رحلة امرأة سودانية تحدّت الغربة والمرض وصنعت مجدها

هبة المهندس.. من النزوح القاسي إلى نجومية الشاشة
بقلم: محيي الدين شجر
> “أنا هبة المهندس.. وهذه حكايتي”
بهذه الكلمات بدأت الإعلامية السودانية هبة جادالله علي عمر، المعروفة باسم هبة المهندس، سرد رحلتها المذهلة من أزقة الخرطوم القديمة، مرورًا بمنافي الغربة، ووصولاً إلى قمة الإعلام الرقمي في دولة الإمارات.
وُلدت هبة في مستشفى الراهبات بحي الخرطوم غرب عام 1971، وعاشت سنواتها الأولى في جوار سينما الوطنية، وبيت الكشافة، قبل أن تبدأ أولى محطات الهجرة نحو بنغازي ثم الكويت، حيث عاشت أجمل سنوات تكوينها وسط تنوع ثقافي وإنساني ترك أثرًا عميقًا في شخصيتها.
لكن الحرب لم ترحم الأحلام.
مع غزو الكويت عام 1990، تقطعت السُبل، وانقلبت الحياة رأسًا على عقب. عادت هبة وأسرتها إلى السودان بسيارات متهالكة عبر صحراء الأردن، ووجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع واقعٍ صعب: انقطاع الأب، وانهيار الحلم، وفقرٍ يقضم اليوميات.
رغم ذلك، لم تنكسر. التحقت بجامعة الأحفاد، وبدأت تعمل في وظائف بسيطة، قبل أن تخوض تجربة الإعلام من بوابة التلفزيون القومي، بعد أن دفعتها صديقتها لتقديم أوراقها لاختبارات المذيعين، ضمن 900 متقدّم.
ومن هناك بدأت الرحلة:
من “من القلب إلى القلب” و**”مشوار المساء”، إلى لقاءات مع فنانين كبار مثل محمد وردي ويحيى الفخراني**، ثم إلى دبي وأبوظبي، حيث واصلت رحلتها المهنية وتألقت في أقسام الإعداد والإنتاج.
وفي 2023، أطلقت مشروعها الرقمي المستقل “هبة كاست”، برنامج حواري استضاف شخصيات فنية وثقافية من السودان والعالم العربي، ما وضعها على خريطة الإعلام الرقمي العربي بقوة.
لكن القدر كتب فصلًا جديدًا في قصتها…
معركة مع المرض
تم تشخيص هبة مؤخرًا بمرض سرطان المستقيم – المرحلة الثانية.
رغم الصدمة، واجهت المحنة بنفس القوة التي واجهت بها الحياة من قبل، وهي الآن تستعد لإجراء عملية جراحية، مؤمنة أن “الله لا يخذل من تمسك بالأمل”.