“.. فنقوقه تُباد من الخريطة بعد ليلة مطر!

 
“القرية التي غَرِقَت في الطين”.. فنقوقه تُباد من الخريطة بعد ليلة مطر!


متابعات : سودان سوا 

في مشهد أقرب إلى النكبة، اجتاحت أمطار غزيرة مصحوبة بسيول جارفة قرية فنقوقه الشرقية بمحلية الرهد في ولاية شمال كردفان، متسببة في كارثة إنسانية غير مسبوقة، أسفرت عن تدمير كامل لـ110 منازل وتضرر عشرات المنازل الأخرى، وسط عجز تام عن احتواء الوضع.

ليلــة الخراب

تحوّلت القرية إلى أطلال خلال ساعات، بعدما اجتاحت المياه كل شيء في طريقها. أكثر من 110 أُسرة فقدت مأواها بالكامل، فيما نزح السكان المذعورون إلى العراء، يواجهون الأمطار والبرد بلا خيام أو غذاء أو مياه صالحة للشرب.

الطين يبتلع القرية

مشاهد الدمار كانت صادمة؛ منازل مهدمة، أراضٍ زراعية مغمورة، أطفال ونساء يحتمون تحت الأشجار، وطرقات تحولت إلى مستنقعات. حتى المنشآت العامة لم تنجُ، وتقطعت السبل بين أحياء القرية بسبب غياب شبكات تصريف فعالة.

نداءات وسط الركام

أطلق سكان فنقوقه الشرقية صرخات استغاثة عاجلة، مطالبين بتدخل فوري من الحكومة والمنظمات الإنسانية لإنقاذ ما تبقى، وسط اتهامات بتقصير واضح في الاستعدادات لموسم الأمطار.

استجابة خجولة

قالت السلطات المحلية بمحلية الرهد إنها بدأت عمليات الحصر، وتنسق حاليًا لتوفير بعض الخيام والإمدادات، لكن سكان المنطقة يؤكدون أن التحرك لا يزال ضعيفًا وغير كافٍ لمواجهة حجم الكارثة.

تحذيرات من الأسوأ

حذر خبراء البيئة من أن الكارثة قد تتكرر بوتيرة أعنف ما لم تتم إعادة بناء البنية التحتية وتنفيذ خطة طوارئ حقيقية. وطالبوا بتحديث شبكات التصريف، وبناء مساكن مقاومة للسيول في المناطق الهشة.

شمال كردفان في مهبّ الخطر

ليست هذه هي الكارثة الأولى في شمال كردفان، لكنها من بين الأشدّ. فالولاية تقف سنويًا على حافة الانهيار خلال موسم الأمطار، في ظل ضعف الموارد، وغياب خطط الإنقاذ السريعة، وعزلة الكثير من المناطق.

بين الطين واليأس

جرفت السيول منازل وأحلام أهالي فنقوقه، ولم تترك وراءها سوى الحيرة والغضب. الكارثة تُعيد إلى الواجهة سؤال الجاهزية الموجع: إلى متى يبقى المواطن السوداني ضحية الإهمال في مواجهة كوارث الطبيعة؟