هلال الموت / أميمة عثمان
هلال الموت / أميمة عثمان
…..
المكان أقصى قاعِ الفقرِ في زاويةٍ من زوايا ما كان بعرف بالهلال الخصيب أو بالأحرى بلسان
الواقع المميت (هلال الموت) لم تدع به القذائف حجرًا على حجر تناثرت به جثث الأموات الأموات والأموات الأحياء والأشباح…
والزمانُ عقربان يلسعان ما يمرُّ من ظلالهم هنا
أوهناك..
يأكلان ما يَسدُّ جوعَ تلك الغيلان
يلفظان قبل نوبةِ التجشّؤ المقيتِ أطفالًا وأطفالا كل ذنبهم أنَّهم غزَّاويون لا بدايةٍ ولا نهايةٍ
ولا شبع لها منهم…
كلُّ ذنبهم أنَّهم أبناءُ الزمانِ والمكانِ واللحظةِ الخطأ والعالم الجبان
وأنَّهم يفضحون ابتساماتنا المزيَّفة ويشبعون رغباتنا العابرة في البكاءِ
أو الشَّفقة المؤقتة وبعض الدموع..
تسحقهم المجنزرات في العتمة فيضيئون عوراتنا
ويبتسمون لصور اللافتات الإعلانية الشاهقة لكل ما وكل من وهي تتخلل نشرات الأخبار…
يُساقون إلى الموت زمرًا زمرا وهم على الصفوف ينتظرون الغوث
من لم يمت بالقصف مات جوعا..
وعلى رصيف الوعي تتوهج الذاكرة وتلتهب تماما حين يغتسلون من ندى الأسفلت على نهر الدم المستباح
أو يحرثون الوقت بين صناديق القمامةِ وهستريا الجنون…
تفضح الصمت المريب الذي ران على الأبصار قبل الأسماع
تفضح زيف العالم المتحضر وإزدواجية المعايير..!
غربت الشّمسُ
وغابَ القمرْ…
ترى كم قذيفة أخرى ستحتاجها المدينة وكم جثة في الصباح الجديد…
د. اميمه