“صرخة من فوق الدرداقة”.. صحفي سوداني يستغيث من معسكر لجوء: أين أنتم من مآسي الصحفيين؟

“صرخة من فوق الدرداقة”.. صحفي سوداني يستغيث من معسكر لجوء: أين أنتم من مآسي الصحفيين؟
محيي الدين شجر – سودان سوا
من فوق “درداقة” في أحد معسكرات اللجوء بجنوب السودان، وجّه الصحفي السوداني المعروف محجوب حسون نداءً دامعًا ومؤلمًا للضمير الصحفي العالمي، مستصرخًا الاتحاد الدولي للصحفيين والمنظمات الإقليمية للالتفات إلى مأساة الصحفيين السودانيين الذين شُرِّدوا بسبب الحرب.
في مقطع فيديو أثار تفاعلًا واسعًا على وسائل التواصل، ظهر الزميل حسون، الذي كان يعمل سابقًا بصحيفة السوداني، بملابس رثة وملامح منهكة، كاشفًا عن حالته المأساوية بعد أن تحوّل من محرر وصاحب قلم إلى “عتّالي” على عربة يد (درداقة)، ليكسب لقمة عيشه في المنفى القاسي.
قال حسون بصوت متهدج:
> “لماذا لا يسأل أحد عن الصحفيين السودانيين؟ أين الاتحاد الدولي؟ أين منظمات الصحفيين؟ نحن نعيش أوضاعًا مأساوية، بلا دخل، بلا سكن، بلا صوت يسمعنا.”
وسرد في حديثه قصصًا موجعة عن زملائه الذين تفرّقوا في دول الجوار، بعضهم أصبح يعمل في مهن هامشية، وآخرون بلا مأوى أو دعم، مشيرًا إلى أن معظم الصحف توقفت، ودُمرت دورها أو نُهبت، فيما ظل الصحفيون بلا حماية ولا غطاء قانوني أو مهني.
يذكر أن الدعم القليل الذي وصل لبعض الصحفيين تم عبر جهود فردية أو من جهات محدودة في بورتسودان وبعض المدن، بينما غابت مؤسسات الدولة والمنظمات الكبرى عن مشهد المعاناة.
وأضاف حسون : “نحن نُباد بصمت، نُهجر بلا صوت، ونُنسى كأننا لم نكن.”
هكذا ختم حسون حديثه،
بدورنا كصحفيين نطالب بإطلاق صندوق طوارئ لدعم الصحفيين السودانيين، وإعادة النظر في دور المؤسسات الصحفية الدولية التي تجاهلت واحدة من أكبر أزمات الإعلاميين في العالم العربي.
الفيديو، الذي سُجّل من داخل معسكر لجوء، أحدث ضجة على المنصات الرقمية، وأعاد فتح ملف معاناة الصحافة السودانية في ظل الحرب، وما طالها من تشريد وإفقار وإقصاء.