أشهدوا على هذا ولا تنسوه !!

بهدوء وتدبّر
بقلم: محمد عثمان الشيخ النبوي
أشهدوا على هذا ولا تنسوه !!
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
صدق الله العظيم
قالها الله سبحانه وتعالى على لسان مؤمن آل فرعون . وأنا أقولها لكم :
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾
وإني أكتب هذا الآن ليُحفظ في الأذهان والذاكرة الوطنية، ليكون شاهدًا أدبياً لاحقاً لى أوعلي .
الذي أريدكم أن تشهدوا عليه هو تأكيدي بكل يقين أن حكومة الأمل بقيادة د. كامل إدريس، أو أي حكومة أخرى، مهما بلغ من يقودونها من علم ونزاهة وكفاءة أو من يُستعان بهم من الوزراء والخبراء والتكنوقراط، فإنها لن تُكتب لها أي فرصة حقيقية للنجاح ما لم تتخذ خطوتين أساسيتين بدونهما لن تتحقق نهضة ولا إصلاح ولن تحل مشكلات بلادنا وهما تحرير الاقتصاد تحريراً حقيقياً كاملاً شاملاً وضبط أداء الدولة بنظام رقمي متكامل يشمل جميع أجهزتها كمدخلين متلازمين لا غنى لأحدهما عن الآخر لإصلاح بيئة الدولة الكلية.
وأشهدوا على قولي أن المشكلة لم تكن يوماً في الأشخاص، بل في السياق المعطوب الذي يُحبط القدرات ويُجهض الإمكانات، ويحكم على كل مجتهد بالفشل مهما امتلك من علم وإخلاص.
ما لم تتغير البنية التي يُدار بها الاقتصاد، وتُبنى بها المؤسسات، وتُنفذ بها القوانين، فإن كل عبقري سيتحول إلى عاجز، وكل مصلح سيغرق في الرمال المتحركة في واقع مترنح بلا قواعد.
وما لم يُفتح هذان البابان معاً، وبلا تأخير، فإن كل
ما سواهما سيبقى اجتهاداً معزولاً في بيئة خانقة، لا تلبث أن تبتلع كل أمل وتُعيد إنتاج الفشل بثياب مختلفة مهما تغيّرت الوجوه والشعارات.
لقد أثبتت تجارب الدول التي نهضت من رماد الحروب والانهيارات، من رواندا إلى إستونيا، ومن جورجيا إلى سنغافورة، أن الانطلاق لا يتم عبر الترقيعات أو القوانين وحدها، بل بقرارات جذرية تُطلق قوى المجتمع، وتكسر قيود البيروقراطية، وتستنهض الاقتصاد من خلال التحرير والرقمنة. فبهما وحدهما تُسترد الثقة، وتُبعث الفعالية، ويُبنى النجاح على أرض صلبة، لا على شعارات معلّقة في الهواء.
لن تنجح هذه الحكومة، أو غيرها، دون أن تفتح هذين البابين، مهما حسنت النوايا.
وأقولها بيقين: من لم يُطلق قوى الاقتصاد بتحرير شامل، ولم يُحكم مؤسسات الدولة بنظام رقمي شامل يضبط أداء الدولة ويسد منافذ الفساد ، فلن ينجح مهما حسنت النوايا وتوفرت الكفاءات . ومن أراد النجاح فليبدأ من الأساس لا من الجدران.
وهذا هو أساس الفطرة، ونداء العقل، وشهادة العلم، وقناعة الراصد المجرّب، وكلمة لا تُسقطها الأيام.
قال الله تعالى :
﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ﴾ سورة غافر الآية 44
والله المستعان.
محمد عثمان الشيخ النبوي