يا زول، التنمُّر ما لعب.. والعنصرية ما ساكت كلمة كتب : عماد حسن

يا زول، التنمُّر ما لعب.. والعنصرية ما ساكت كلمة
كتب : عماد حسن
■بالله شوف، خليني أكلمك زي ما بنحكي في الضُلّة أو على بنبر الجيران.. ما في داعي نتجمّل أو نلبس الموضوع طقم رسمي. خلينا نفتح الجرح ونشوف فيهو شنو، لأنو لو ما واجهنا نفسنا بالحقيقة، ما في حاجة حتتغيّر.
■نحن يا أهل السودان، بلدنا مليان خيرات.. ترابو غني، ناسه أطيب من العسل، وتاريخه مرصّع بالبطولات. لكن! – وعارف الكلمة دي بتوجع – في داخلنا في وجع ساكتين عليه.. اسمه “التنمر” و”العنصرية الصامتة”.
■ما محتاج تكون ضحية عشان تحس بيهم.. ممكن تكون قاعد ساكت في الحلة وتسمع واحد يضحك على لون زول، أو طريقة كلامو، أو اسم قبيلتو.. وتضحك ساكت مع الجماعة، لكن في قلبك تعرف إنو دا غلط. هنا المشكلة: التنمُّر بقى زينة القعدات، والعنصرية لابسة طاقية الإخفاء.
■نحن بنحب نقول “نحن طيبين”، “نحن متسامحين”، لكن في الحقيقة، مرات كثيرة بنكون أقسى من الزمان على بعضنا. نمدح القيم في المناسبات ونطعن فيها في اليوم التاني. بنتغنّى “كلنا إخوان” لكن بنقسِّم الناس على حسب الشكل والجهة والقبيلة.
■ياخي، الكلام الحلو ما بيمشي الحال، لو ما لبسناهو صندل ومشينا بيه في الشارع.
■الجيل الجديد، أولاد الثورة، ما قام ساي.. قام عشان قال كفاية. كفاية ظلم، كفاية طبقية، كفاية وصاية. الشباب ديل حلموا بسودان زي كوريا، ما فيهو زول أحسن من زول، بلد فيهو القانون سيد الموقف والمساواة قاعدة.
■لكن للأسف، الطريق قدامهم مليان مطبات، لأنو..
النخب؟ بدل ما يكونوا نور، بقوا ظلام. ناس بتحب الميكرفونات والمؤتمرات، لكن ما بتحب البلد. والناس البسيطة؟ فيهم من خربوها بأيديهم وهم ما شاعرين، مستغلين الفقر والجهل، وبيقولو “أنا داير حقي” وهو في الحقيقة بيدمر حق أولادو.
■السوداني لمن يغضب عشان وطنو، بيبقى جدار من نار. وقت الجد، ما في قبيلة، ما في جهة، في “نحن”.. في الوطن. دا الاستنفار العظيم، اللحظة البيقوم فيها الزول ويقول: “أنا السودان، وما بخليهو يضيع”.
■لو دايرين نعيش بكرامة، لازم نبدأ من نفسنا. نراجع كلامنا، نعلم أولادنا يقيفوا مع المظلوم، ما يضحكوا على الضعيف، ونفهم إنو “الآخر” دا زينا.. ما أقل ولا أكتر.
■نعلم النخب إنو القيادة مسؤولية، موش كراسي مريحة. ونعلم الجهلاء إنو الوطن أغلى من الجيوب، وأهم من الأحلام الصغيرة.
■يستحق نُعيد بناءو بقيمنا السمحة. سودان ما بيفرز زول بلونو أو اسم قبيلتو. سودان نرجع نحب نعيش فيهو، ونخليهو أجمل هدية لأولادنا.
■السودان ما بينكسر.. السودان كل ما ضاق بيهو الحال، بيشد حيلو من تاني. وعشان كدا، خلونا نكسر الصمت، نواجه التنمر، ونقتل العنصرية بالوعي والمحبة. خلونا نعيش زي ما بنحلم.
■السودان الجديد، بيبدأ بينا.. مننا.. لينا.