الإدارة في زمن المقاطعة… من يُمسك بدفة الميناء؟بقلم محيي الدين شجر

الإدارة في زمن المقاطعة… من يُمسك بدفة الميناء؟بقلم محيي الدين شجر
بورت سودان – سودان سوا
في ظل الحرب التي تعصف بالسودان منذ أكثر من عام، تبرز المؤسسات الوطنية التي حافظت على تماسكها كخط دفاع اقتصادي أول، وعلى رأسها هيئة الموانئ البحرية، التي تشكل شريانًا حيويًا لحركة الصادر والوارد.
وقد برز اسم المهندس المستشار جيلاني محمد جيلاني، المدير العام للهيئة، كأحد الكفاءات الوطنية التي تُدير المرحلة بأدوات مهنية وقرارات جريئة تعكس وعيًا دقيقًا بطبيعة المرحلة ومتطلباتها.
ترتيب الأولويات وكفاءة الإدارة
منذ تسلّمه إدارة الهيئة، عمل جيلاني على إعادة ترتيب الهيكل الإداري وتشخيص مكامن الخلل، مع إعطاء الأولوية لرفع الكفاءة التشغيلية وتحسين أداء الإدارات، خاصة في ظل ضغوط المقاطعة غير المعلنة التي يعاني منها السودان، والتي أثّرت على حركة التجارة البحرية.
ورغم هذه التحديات، فإن الإدارة الرشيدة كما يؤكد جيلاني، قادرة على تعظيم الإيرادات العامة ورفد الخزينة بما يُسهم في التخفيف من آثار الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.
انحياز واضح للعاملين
من القرارات التي لاقت صدى واسعًا داخل الهيئة، توجيه المدير العام بضبط عملية التدريب الخارجي، وتقديم الفرصة لمن لم يسبق لهم المشاركة، في خطوة تعكس حرصه على ترسيخ مبدأ العدالة داخل المؤسسة.
تقول مصادر داخل الهيئة إن هناك عاملين قضوا سنوات طويلة دون أن تتاح لهم فرصة تدريب واحدة، في حين تكررت الفرص لدى آخرين. وجاء القرار الجديد لينهي هذا الخلل المزمن ويعيد الثقة بين العاملين والإدارة.
ملفات شائكة تنتظر الحسم
أحد الملفات التي يترقب العاملون حسمها هو ملف السكن المؤسسي، حيث يتم منح مساكن لموظفين جدد، بينما يُحرم منها آخرون عملوا منذ عقود. ويتوقع العاملون أن يتدخل المدير العام لتصحيح هذا الوضع وإنصاف المتضررين.
أما الملف الأثقل، فيتعلق بـأراضي الميناء، التي تُعد ثاني أكبر مورد إيرادي للهيئة، وسط تقارير عن مساحات غير مسجلة وأخرى خاضعة لاحتكار. ويأمل كثيرون أن يتخذ جيلاني قرارات شجاعة لاستعادة هذه الأراضي وتحقيق السيادة على الموارد الاستراتيجية.
رجل المرحلة
يُجمع كثير من المراقبين أن المهندس جيلاني يمثل نموذجًا قياديًا نادرًا، كونه ابن الهيئة وصاحب خبرة طويلة في تفاصيلها. تولى المنصب عن كفاءة واقتدار، وفي توقيت حرج، جعل منه “الرجل المناسب في المكان المناسب”.
وفي وقت تسعى فيه الدولة إلى المحافظة على ما تبقى من بنيتها الاقتصادية، فإن وجود شخصية مثل جيلاني في رأس قيادة الهيئة، يمنح الموانئ قدرة على الصمود والاستمرار، بل وتحقيق اختراقات حقيقية في ظل ظروف استثنائية.
خاتمة
وسط أزمات السودان المركّبة، تظل الموانئ البحرية أداة بقاء استراتيجية، ويظل نجاحها مرهونًا بقيادات وطنية تتحرك بمسؤولية ومهنية.
والمهندس جيلاني هو أحد هؤلاء الذين لا يديرون الموانئ فقط… بل يقودونها بثقة نحو بر الأمان.