صبغات الشعر الكيماوية: سموم خفية تهدد صحتك

بهدوء وتدبّر
بقلم:محمد عثمان الشيخ النبوي

صبغات الشعر الكيماوية: سموم خفية تهدد صحتك

خطر كبير وأضرار جسيمة تسببها صبغات الشعر التجارية المنتشرة الآن، قد تصل إلى الفشل الكلوي أو التحسس القاتل أو الوفاة المفاجئة. وهي مستعملة بين الناس على نطاق واسع، لا سيما بين النساء، وكثير من الرجال متوسطي العمر، ممن وخط الشيب رؤوسهم، رغم وجود بدائل طبيعية آمنة متسقة مع فطرة البدن وتوجيهات الدين وتؤدي غرض التجميل المطلوب بالصورة المثلى.
فالكثير من الصبغات تحتوي على مركبات خطرة مثل “PPD” و”الأمونيا” و”بيروكسيد الهيدروجين”، وهي مواد تخترق الجلد وتتراكم في الجسم مما يزيد احتمال الإصابة بالفشل الكلوي والكبدي والتحسس الجلدي المزمن أو التسمم الحاد، وكذلك التهيجات التنفسية أو الربو، وربما الوفاة نتيجة الصدمة التحسسية عند من لديهم حساسية خفية تجاه PPD.
وقد سجلت دول عديدة حالات وفاة بعد صبغ الشعر، خاصة عند استخدام صبغات رخيصة مجهولة المصدر. وهنا تأتي خطورة التساهل في استعمال هذه المنتجات دون وعي بمكوناتها وتأثيراتها. الصبغة الكيميائية خطر صامت يتراكم ببطء، وبالاستخدام المتكرر، تتراكم المواد السامة من الصبغات في الجسم.
ومع ازدياد التهافت عليها، أصبح من الضروري رفع الوعي العام بمخاطر هذه المواد الكيميائية على الشعر والجلد والأعضاء الحيوية، خاصة الأنواع الرديئة المنتشرة في الأسواق والتي يصعب التمييز بينها وبين الآمنة. وينطبق ذات التحذير على صبغات الجسم التي تُستخدم لتلوين الأيدي والأرجل، حيث تحتوي بعضها على نفس المواد السامة وتسبب نفس الأضرار.
ومما جاء في الفقه حول حكم صبغ الشعر بالسواد، فالراجح أنه جائز، لا سيما إن كان باستخدام الحناء والكتم. قال ابن القيم: أفضل الخضاب: الحناء مع الكتم، وهو الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. وقال العيني: الكتم والحناء لا يدخلان في النهي عن السواد.
فالحناء والكتم هما البديل الشرعي والصحي في مقابل خطر الصبغات الكيميائية، بحيث يقدّم الإسلام بديلاً فطريًا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته، وهو الخضاب بالحناء والكتم.
فالخلاصة والنصيحة في هذا الأمر: صبغات الشعر الكيميائية تشكل خطرًا جسيمًا على الصحة، خصوصًا الأنواع الرخيصة المنتشرة في الأسواق. والخضاب بالكتم والحناء سنة نبوية وآمنة صحيًا، ولا تدخل في النهي، بل هي الأفضل والأجمل. ويجب نشر الوعي بهذه الحقائق الشرعية والصحية، حمايةً للناس من الأضرار.
والحناء معروفة، أما الكتم فعشبة طبيعية معروفة ومستخدمة باليمن ودول الخليج وخاصة السعودية، ويمكن جلبها من هناك ونشرها ببلادنا لتعم فائدتها، وتكون عوضًا عن الصبغات المؤذية الضارة.
والطريقة المثلى لاستعمال الحناء والكتم هي عجن الحناء بالماء أولًا ثم تركها لساعة أو أكثر، ثم خلط الكتم معها مباشرة عند الاستعمال بالنسبة المطلوبة، وكلما زادت نسبة الكتم كان السواد أكثر (خلطة 60% كتم + 40% حناء هي خلطة متوازنة وجيدة النسبة).

محمد عثمان الشيخ النبوي