كن بخير دائمًا يا دكتور… هاشم قبائل

هيثم محمد إبراهيم.. وزير في زمن العاصفة ومصلٍّ في خندق الصمود
هاشم قبائل
بحكم عملي في القطاع الصحي، كان لي شرف التعرف والعمل مع الدكتور هيثم محمد إبراهيم، الوزير السابق لوزارة الصحة، ذلك الرجل الذي شكّل نموذجًا فريدًا في العطاء والتفاني خلال أحلك الظروف.
في زمن الحرب القاسية، كان شعلة من النشاط لا تنطفئ، لم يدخر جهدًا في سبيل استقطاب الدعم والموارد للوزارة، وظلّ يعمل ليل نهار بتفانٍ نادر، لا يبارح مكتبه إلا بعد أداء صلاة العشاء جماعةً مع فريقه، ثم يغادر دون أن يمنح نفسه لحظة راحة.
كان من أوائل الوزراء الذين أعلنوا موقفًا وطنيًا ثابتًا ضد المليشيا، وأكدوا انحيازهم للمؤسسة العسكرية دون تردد، موقفٌ يعكس صدقه، ومبدئيته، وولاءه للوطن.
بذل الدكتور هيثم جهودًا عظيمة لإعادة بناء النظام الصحي المنهار، وسعى بإخلاص لتطوير الخدمات رغم قساوة المرحلة وشحّ الإمكانات. ولا يمكن أن ننسى ما قدمه، بدءًا من تأسيس مصلى الحجر الصحي – الذي نعتبره صدقة جارية له – وصولًا إلى كل ما تركه من بصمة في حياة المرضى والعاملين.
الدكتور هيثم ليس فقط وزيرًا سابقًا، بل أخٌ وصديقٌ خلوق، دمث، ومتواضع في كل حالاته، وإننا لنعزّي أنفسنا في فقده من موقعه، ونسأل الله أن يتقبل جهوده ويبارك في مسيرته.
كن بخير دائمًا يا دكتور…
هاشم قبائل