محمد بابكر يكتب : …. كامل إدريس من رئيس وزراء الي صانع مرحلة مهمة في تاريخ السودان

 

في خضم هذه التحديات الجسيمة التي يواجهها السودان، يبرز تشكيل “حكومة الامل برئاسة الدكتور كامل إدريس كبارقة أمل نحو مستقبل أفضل و يأتي هذا التشكيل في لحظة تاريخية فارغة حيث يسعى السودان جاهدا لتجاوزسنوات من الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. يمثل الدكتور كامل إدريس، بخلفيته الدبلوماسيةوالقانونية وخبرته الواسعة، شخصية محورية في هذه المرحلة الانتقالية، حيثُ يعقد عليه الامل في قيادة
السودان نحو الاستقرار والتعافي. لعلنا سنلقي الضوء على تفاصيل تشكيل حكومة الامل،والاهداف التي تسعى لتحقيقها، بالاضافة إلى التحديات الجسيمة التي تواجهها والامال المعقودة عليها من قبل.الشعب السوداني والمجتمع الدولي

رئيس الوزراء السوداني الجديد، الدكتور كامل إدريس اعلن عن هيكل “حكومة أمل” المرتقبة، والتي ستتألف من 22 وزارة مع التركيز على الكفاءة والنزاهة ومحاربة الفساد. يأتي هذا الاعلان بعد حل الحكومة المكلفة منذ يناير 2022، وتكليف آلامناء العامين ووكلاء الوزارات بتسيير المهام مؤقًتا. وقد وصف إدريس هذه الحكومةبأنها “حكومة علماء تكنوقراط”، مؤكًدا أنها ستعتمد على الخبرة التقنية والكفاءة بدًلا من الولاءات الحزبية وستكون ممثلة “للاغلبية الصامتة” في السودان.
تعهدت حكومة ا مل بالتقشف والعدل والتسامح ومحاربة التطرف، واتخذت من “الامل” شعاًرا لها، ومن”تحقيق الامن والعيش الرغيد والرفاه للشعب” رسالًةأساسية. وتتمحور رؤيتها حول الانتقال بالسودان إلى.مصاف الدول المتقدمة، مرتكزة على قيم جوهرية مثل الصدق، الأمانة الشفافية، العدل، والتسامح.
وراجت الاخبار ان رئيس الوزراء السوداني، كامل إدريس اتجه لقبول ترشيحات الوزراء عبر التقديم الإلكتروني وذلك بهدف تشكيل حكومة “الأمل والحكم الرشيد” التي ترتكز على الكفاءة والنزاهة، بعيداً عن المحاصصات الحزبية والمحسوبية التقليدية ولعل الأسباب الرئيسية وراء هذا التوجه هو تجنب المحاصصات السياسية و القضاء على مبدأ المحاصصةوالمحسوبية في العمل السياسي والإداري.
رئيس الوزراء كامل إدريس اكداً أن التعيينات ستكون عادلة وتعتمد على الكفاءة والخبرة والجدارة والسمعة الطيبة والنزاهة و اختيار الكفاءات المستقلة لتشكيل حكومة من الكفاءات المدنية المستقلة غير الحزبية لتكون أول حكومة في تاريخ السودان تجمع بين التكنوقراط واللا حزبيين، وتمثل “الأغلبية الصامتة”

و العمل تعزيز الشفافية والعدالة
و تُعد هذه الخطوة محاولة لترسيخ مفاهيم الحكم الرشيد وبناء مؤسسات دولة مدنية فعالة، مع الالتزام بالصدق والعدل والشفافية و بناء مخزون وطني من الكفاءات وقد دعي إدريس الكفاءات الوطنية المستقلة لتقديم سيرهم الذاتية عبر وسائل التواصل التي سيتم الإعلان عنها بهدف بناء مخزون قومي مركزي يرفد الخدمة المدنية بالمهارات والخبرات التي تحتاجها البلاد.
إن تصريحات رئيس الوزراء تؤكد على رغبته في إزالة المحاصصة تماماً.
كما شهد هيكل الحكومة الجديدة دمًجا لعدد من الوزارات بهدف تعزيز الكفاءة وتقليل الهدر.
فقد تم دمج وزارة العمل والموارد البشرية في وزارة الرعاية الاجتماعية، ودمج وزارتي التجارة والصناعة، والري والزراعة.كما ألغيت وزارة الاستثمار واسُتحدث بدًلا عنها “الجهاز القومي للاستثمار” وشملت التعديلات تغيير اسم وزارةالخارجية لتصبح “وزارة الخارجية والتعاون الدولي” ووزارة التربية والتعليم إلى “وزارة التعليم والتربيةالوطنية”، ووزارة البيئة إلى “وزارة البيئة وأضيفت التنمية الريفية لوزارة الحكم الاتحادي، وُفصل التخطيط الاقتصادي عن وزارة المالية لُيلحق بالمجلس القومي للتخطيط الاستراتيجي
ومن أبرز الوزارات التي أعلن عنها إدريس هي الدفاع، الداخلية، الموارد البشرية والرعاية االجتماعية، التحول الرقمي والاتصالات الثروة الحيوانية والسمكية، الصحة، التعليم العالي والبحث العلمي، الثقافة والإعلام والسياحة،
و شؤون مجلس الوزراء، ووزارة الشؤون الدينية والاوقاف، التي ستعنى بدور العبادة وترسيخ الوسطية.ومحاربة التطرف ومكافحة الفساد،
كما أعلن رئيسالوزراء عن استحداث “هيئة النزاهة والشفافية”، بسلطات قانونية واسعة، لتحلً محل “مفوضية مكافحة الفساد” التي لم تمارس مهامها.

حكومة الامل برئاسة كامل إدريس حددت مجموعة من الاهداف الطموحة التي تسعى تحقيقهالمعالجة المشكالت المتجذرة في السودان و من أبرز هذه المشكالت التي أشار إليها إدريس في خطابه عدم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب
تسعى الحكومة إلى ترسيخ مبدأ الكفاءة والجدارة.في التعيينات بعيًدا عن المحاصصات الحزبية والولاءات السياسية
وضعف الادارة والقيادة الرشيدة
حيث تهدف حكومة الامل إلى تبني أسلوب إداري وقيادي رصين يجمع بين العلم.والمهنية والخلق القويم، مع وضع معايير نجاح وضوابط واضحة
تركز الحكومة المقبلة على تحقيق التنمية الشاملةوالمتوازنة في جميع أنحاء البالد، وضمان التوزيع العادل للثروة والسلطة بين جميع مكونات الشعب
السوداني.
تتعهد الحكومة بمحاربة الفساد بكافة أشكاله وأنواعه، من خلال تفعيل هيئة النزاهة والشفافية التي تتمتع بسلطات قانونية واسعة
صعوبة قبول الاخر لاسباب حزبية وطائفية وعرقية ودينية وجهوية تسعى الحكومة إلى تعزيز قيم
التسامح والتعايش السلمي بين جميع أطياف المجتمع السوداني، ونبذ التعصب والتطرف
بالاضافة إلى ذلك، اشار إدريس الي أن الحكومة ستعمل على مراجعة قائمة طويلة من المجالس والهيئات والمفوضيات غير الضرورية التي وصفها بأنها “حكومات موازية تستنزف المال العام”. وتهدف هذه المراجعةإلى إلغاء أو دمج هذه الكيانات في الوزارات، والابقاء على الحد ألادنى منها للضرورة القصوى بعد تفعيل أدوارها
ووجه رئيس الوزراء دعوة مفتوحة إلى الخبرات والكفاءات الوطنية في الداخل والخارج بإرسال سيرهم.الذاتية، بهدف الاستفادة منهم في وظائف قيادية لتطوير وبناء الخدمة المدنية
وفيما يتعلق بالملفات الامنية، ستركز وزارتا الدفاع والداخلية على ملف الامن القومي بينما ستشكل وزارةالموارد البشرية والرعاية الاجتماعية قاعدة للنهضة الاجتماعية. كما ستولي وزارة الشؤون الدينية والاوقاف محاربة التطرف وبناء جسور التسامح
والاهتمام بدور العبادة وترسيخ الوسطية.
ومن المتوقع ان تواجه حكومة الامل برئاسة كامل إدريس تحديات معقدة على الصعيدين الداخلي والخارجي هذه التحديات تضع على عاتق الحكومة مسؤولية استثنائية لاعادة الحياة للشعب السوداني الذي أنهكته الحرب، وتأسيس قواعد متماسكة للسلام والاستقرار.

كما يواجه السودان ازمة اقتصادية و تدهوًرا حاًدا في الوضع الاقتصادي، يتمثل في ارتفاع معدلات التضخم وشح العملة الصعبة ويتطلب ذلك خطًطا عاجلة لمعالجة هذه الازمات وتوفير سبل العيش الكريم للمواطنين.
أن استمرار الحروب في بعض مناطق السودان يؤثر بشكل مباشر على الاستقراروالامن كما تحتاج الحكومة إلى جهود مكثفة لتحقيق السلام الشامل ووقف إطلاق النار، وهو أمر حيوي.
أيضا يعاني النسيج الاجتماعي من التفكك وانتشار الفقر والبطالة وتتدهور الخدمات
الأساسية و يتطلب ذلك برامج تنموية شاملة تستهدف تحسين جودة حياة المواطنين.
هناك حاجة ماسة لاصلاح شامل للجهاز الاداري للدولة ومكافحة الفسادالمستشري، وتفعيل مبادئ الشفافية والنزاهة لضمان كفاءة الاداء الحكومي
بناء الثقة و استعادة ثقة الشعب في المؤسسات الحكومية وتعزيز المشاركة الشعبية في صنع القرارأمًرا بالغ الاهمية لضمان شرعية الحكومة ودعمها الشعبي
يجب على حكومة كامل ادريس
مواجهة العالم المضلل الممول من الخارج الذي يسعى لتقويض صورت السودان والنيل من شعبه وتقسيم ارضه
من الضروري إعادة بناء العلاقات مع الدول الاقليمية والدولية، واستعادةمكانة السودان على الساحة الدولية وجذب الدعم والمساعدات اللازمة وإعادة الاعمار والتنمية. تواجه الحكومة السودانية المقبلة تحدًيا كبيرا في مواجهة التدخلات الخارجية التي تسعى إلى زعزعة
استقرار السودان، وهناك جهات غربية تسعى لتقليص النفوذ
الروسي في البحر الاحمر، وقد تم اقتراح إدريس كوجه مدني مقبول لاعادة دمج السودان في.المنظومة الدولية دون فقدان السيطرة الغربية على مفاتيح الاستثمار والموانئ ومجال الطاقة
يجب على الحكومة معالجة ملف الديون الخارجية المتراكمة على السودان، والسعي
لاعادة جدولتها أو إلغائها لتخفيف الاعباء الاقتصادية على المواطن.
هناك تقارير تشير إلى أن البنك الدولي
يرى في كامل إدريس الاجدر بتوقيع اتفاقية “إعادة الاعمار” التي رصد لها 3.5 مليار درلار، ولكن يجب
عليه تقديم ضمانات بعدم الانزالق نحو إعادة تأهيل قوى معينة )مثل الاسلاميين وهي مخاوف تروج لها
دوائر داخل الادارة الأمريكية.

الامال المعقودة على حكومة الامل
على الرغم من التحديات الجسمية التي تواجهها.
يتطلع الشعب السوداني إلى أن تنجح هذه الحكومة في تحقيق تحولات إيجابية وملموسة في السودان ومن أبرز هذه الامال
تحقيق السلام الشامل والمستدام ويتطلع السودانيون إلى أن تنجح حكومة الامل في إنهاء سنوات الصراع.والمعاناة، وتحقيق سالم شامل يضمن الاستقرار والامن في جميع أنحاء البلد.
التعافي الاقتصادي يأمل المواطن في أن تتمكن الحكومة من تحقيق التعافي الاقتصادي، وتوفير
فرص العمل، وتحسين مستوى المعيشة الذي تدهور بشكل كبير
وبناء دولة المؤسسات دولة قوية تقوم على المؤسسات، وتحترم سيادةالقانون، وتضمن العدالة والمساواة للجميع، بعيًدا عن المحاصصات والولاءات.
واستعادة الدور الاقليمي والدولي.
كما يتطلع السودان إلى استعادة دوره الريادي في المنطقة والعالم،
والمساهمة بفاعلية في حل القضايا الاقليمية والدولية، وجذب الاستثمارات والدعم اللازم لاعادة الاعمار
.والتنمية.
رئيس الوزراء كامل إدريس تحول من رئيس وزراء الي”صانع مرحلة”و يأمل الكثيرون أن يتمكن كامل إدريس من تحقيق توازن
حساس بين القوى المختلفة، وأن يقود البلاد نحو مرحلة جديدة من الاستقرار والازدهار، ليصبح بذلك
“صانع مرحلة” تاريخية وليس مجرد رئيس وزراء انتقالي
إن مهمة رئيس الوزراء كامل إدريس وحكومة الامل ليست سهلة، فهي تواجه تحديات جسيمة على الصعيدين الداخلي والخارجي ومع ذلك فإن الامال المعقودة على هذه الحكومة كبيرة، ويتوقف نجاحها على قدرتها على تحقيق التوازن بين الطموحات الشعبية والواقع السياسي والاقتصادي المعقد.
إن الشفافية والنزاهة والكفاءة ستكون.مفاتيح النجاح في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ السودان.