الحج بين الإصلاح والتضليل: سامي الرشيد تحت نيران الحملة المنظمة بقلم: محيي الدين شجر

الحج بين الإصلاح والتضليل: سامي الرشيد تحت نيران الحملة المنظمة
بقلم: محيي الدين شجر
في وقتٍ يشهد فيه قطاع الحج والعمرة إصلاحات ملموسة تهدف إلى تحسين الخدمات وتطوير الأداء، وجد الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة، الأستاذ سامي الرشيد، نفسه في مرمى نيران حملة إعلامية مغرضة، يقودها – على ما يبدو – من تضرروا من السياسات الصارمة التي انتهجها لإعادة ترتيب هذا القطاع الحيوي.
لم يهب الرشيد التحديات، بل شرع في تطبيق إصلاحات جريئة كشفت مواطن الخلل، وواجه بها تكتلات المصالح التي كانت تُسيّر الأمور في الخفاء. وقد أثبت من خلال أدائه أنه رجل المرحلة، بما يمتلكه من خبرة تراكمت عبر سنوات من العمل داخل المجلس، حيث تدرج في مواقع عدة، وصولًا إلى قيادة أفواج الحجاج بنفسه قبل أن يصبح أمينًا للحج والعمرة بولاية النيل الأزرق.
لكن، وكما هو معتاد في بعض البيئات التي تُقاوم التغيير، فإن كل خطوة إصلاحية لا بد أن تواجه بردود فعل من المتضررين. وهكذا بدأت حملة منظمة تتعمد تشويه سمعته، باستخدام أدوات معروفة: مقاطع فيديو مفبركة، صور مضللة، وحتى بيانات مزوّرة نُسبت زورًا لمسؤولين كبار.
المؤسف أن بعض الجهات، دون تحرٍّ أو تدقيق، انساقت خلف تلك الروايات الكاذبة، مسيئة بذلك للمهنية الإعلامية، ومُقصّرة في واجب التحقق من المعلومة قبل نشرها.
لقد كنتُ حاجًا هذا العام، ووقفتُ بنفسي على مستوى التنظيم والخدمات، من سكن مريح، إلى وجبات ثلاث منتظمة (الإفطار عند الثامنة والنصف، الغداء عند الثانية والنصف، والعشاء بعد التاسعة مساءً)، وكل ذلك يتم تحت رقابة دقيقة من الجهات السعودية، التي لا تتساهل في أي تقصير، وتفرض العقوبات على المخالفين دون تردد، مما يعكس احترامها الكبير لضيوف الرحمن.
وما أُثير عن الطعام في عرفات ومنى لم يكن في محله، إذ يتم إعداد الوجبات هناك وفق معايير علمية وصحية دقيقة تراعي طبيعة الظروف في تلك المشاعر، حيث يُركز على العصائر والفواكه لدعم الحجاج بدنيًا، في بيئة ذات خصوصية كبيرة.
كل ما جرى من هجوم، يكشف عن مأزق أخلاقي في تناول الشأن العام، عندما يتحول النقد من باب المصلحة إلى أداة لتصفية الحسابات. وما تداولته بعض الوسائط من أخبار مختلقة، منها بيان باسم رئيس الوزراء، لا يثبت سوى أن الحملة فقدت أدنى درجات المهنية، لأن صياغة ذلك البيان وحدها كافية لفضح زيفه أمام أي متابع نزيه.
إننا إذ نطالب بتحري الحقيقة، فإننا نأمل أن يُمنح من يعمل بصدق فرصة إكمال ما بدأه. فالحج مسؤولية كبيرة، ومن ينجح في إدارتها بصدق وكفاءة، أولى بالدعم لا بالخذلان.
وسنواصل بإذن الله…