لماذا يُحارَب الناجحون؟ سامي الرشيد نموذجًا/ بقلم: محيي الدين شجر

لماذا يُحارَب الناجحون؟ سامي الرشيد نموذجًا

بقلم: محيي الدين شجر

لا شيء يُثير الغبار في السودان أكثر من النجاح. وما إن يحقق مسؤول نقلة حقيقية يشعر بها الناس، حتى تتكالب عليه الحملات المشبوهة، وتُشهر ضده سيوف التشويه والافتراء. الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة، الأستاذ سامي الرشيد، هو آخر ضحايا هذا النمط البائس.

هذا الشاب الخلوق، الذي قاد ثورة إصلاحية داخل منظومة الحج، قدّم نموذجًا نادرًا للإدارة الشفافة والخدمة المُشرفة. أحدث نقلة نوعية لا يمكن إنكارها في سكن الحجاج، والإعاشة، والخدمات اللوجستية، وأعاد ثقة الناس في مؤسسات الدولة. فهل جزاء الإحسان هو التآمر والكذب؟

نجاح لا يمكن تغطيته بالافتراء

يكفي أن تستمع إلى شهادات الحجاج أنفسهم – ممن تواصلوا معي بالعشرات – لتدرك حجم التغيير. رجل حجّ عشرين مرة قال لي بالحرف: “هذا هو أفضل موسم عشته على الإطلاق”. سكنٌ كريم في فنادق محترمة، وقوائم طعام متكاملة تضم اللحوم والدجاج والفواكه والزبادي والعسل… لا مجال للمقارنة مع مواسم سابقة.

ومع ذلك، تخرج علينا بعض الجهات – من خلف الكواليس – بأخبار ملفقة، وصور مفبركة، وشائعات لا تستند لأي أساس، لتقول إن الحجاج يعانون، وإن رئيس الوزراء شكّل لجنة تحقيق، وإن الطعام لا يليق، بل وتجرؤوا على الادعاء بأن موسم الحج كارثي.

أعداء الإصلاح لا يطيقون النور

ما لا يُقال علنًا هو أن سامي الرشيد أوقف شبكة من المصالح كانت تتغذى على مركزية القرار. منح الولايات حق اختيار حزم الخدمات والفنادق والطعام بنفسها. أطلق العطاءات بشفافية. رفض الرضوخ للابتزاز. وهذا ما لم يُعجب المتضررين.

إنهم لا يحاربونه لأنه فشل، بل لأن نجاحه يفضحهم. يريدون إبعاده ليعودوا إلى أماكنهم، لا لشيء سوى ليتقاسموا الكعكة على حساب الحاج البسيط.

عرفات ومنى… الحقائق لمن لا يعرف

ومن المضحك المبكي أن تُستخدم صور نوم الحجاج في عرفات ومنى كدليل على “سوء الخدمة”. هذه الأماكن المقدسة معروفة عالميًا بأن الحجاج ينامون فيها على مراتب أرضية، بمن فيهم الوزراء وكبار المسؤولين. رأينا وزير الصحة السابق، ووزير التنمية الاجتماعية، وسامي الرشيد نفسه، بين الحجاج، بلا امتيازات، بلا تمييز، كما يفرض نظام المشاعر.

كلمة واجبة

أنا أكتب من الميدان، لا من وراء المكاتب. وأشهد – بما رأيت لا بما سمعته – أن هذا الموسم كان استثنائيًا بكل المقاييس. الخدمات نُفّذت باحتراف رغم الظروف، وتم تجاوز أخطاء مواسم سابقة، واستُخدمت بواخر محترمة للنقل، وأُحسن اختيار السكن والطعام وفق معايير حقيقية.

لكن يبدو أن في بلادنا من لا يرضى أن يرى النجاح يُزهر. اعتادوا على النهب والظلام، ولذلك يزعجهم كل من يشعل شمعة.

الحرب على سامي الرشيد ليست على شخصه، بل على الفكرة التي يمثلها: النزاهة، الكفاءة، والتجديد. فهل يُعقل أن تكون هذه هي تهمته؟