بعد اعفاء الحكومة / زيارات صامتة… وصراع مزدوج بين مكة والخرطوم

بعد اعفاء الحكومة / زيارات صامتة… وصراع مزدوج بين مكة والخرطوم
مكة : محيي الدين شجر

في مشهد تجاوز حدود التكليف الرسمي، قام وزير الصحة الاتحادي السابق د. هيثم محمد إبراهيم بزيارة تفقدية للحجاج السودانيين الذين يتلقون العلاج في مستشفيات المدينة المنورة ومكة المكرمة، برفقة الأمين العام للمجلس الأعلى للحج والعمرة الاستاذ سامي الرشيد

ورغم صدور قرار إعفائه من المنصب، جاءت الزيارة كخطوة إنسانية تعكس التزامًا شخصيًا مستمرًا تجاه صحة المواطنين، وهو ما أثار إشادة واسعة من الأوساط السودانية التي اعتبرتها رسالة غير مباشرة بأن الخدمة العامة لا تتوقف بتغيّر المناصب.

من الحرم إلى الخرطوم… عودة إلى خطوط النار

وبعيد عودته إلى السودان بعد جولة خارجية وُصفت بـ”الناجحة سياسيا وصحيًا”، بادر د. هيثم بزيارة ميدانية إلى الخرطوم بعد تصاعد تقارير تفشي الكوليرا في بعض المناطق.

وفي تصريح لموقع “سودان سوا”، بمدينة مكة المكرمة أشار إلى أن المرض بدأ في الانحسار عقب تدخلات عاجلة، شملت معالجة مياه الشرب بإضافة الكلور، والتوعية مؤكدًا أن تلوث مياه النيل والآبار كان السبب الرئيسي وراء انتشار الوباء.

قراءة بين السطور: رمزية تتجاوز المنصب

تحركات الوزير السابق – سواء في متابعة الحجاج أو التصدي لوباء الكوليرا – حملت في طياتها رسالة سياسية واضحة: أن الفعل الحقيقي هو ما يبقى بعد الكراسي. في وقت يمر فيه السودان بأزمات مركبة، بدت خطواته بمثابة تذكير بأن المسؤولية ليست مرهونة بالمنصب بقدر ما هي التزام تجاه الناس.

ويرى مراقبون أن هذه التحركات قد تُعيد ترتيب المشهد الصحي والسياسي في المستقبل القريب، خصوصًا إذا ما استمرت حالة الفراغ أو العجز في التعامل مع الأزمات المتلاحقة.
واكد الوزير ان النجاح الكبير في ملف الصحة في السودان تحقق بسبب خلو الوزارة من الصراعات في الفترة السابقة مما مكنهم من احداث كثير من النجاحات ..