سيدة الهدوء خلف موائد الحجيج السوداني”.. حضور لا يُرى وصدى لا يُنسى

سيدة الهدوء خلف موائد الحجيج السوداني”.. حضور لا يُرى وصدى لا يُنسى
مكة المكرمة – سودان سوا محيي الدين شجر
في رحاب مكة المكرمة، حيث الأرواح تتعلق بالسماء، تتجلى جهود خفية تصنع الفرق في راحة الحجيج، لا سيما حجاج السودان الذين حطّوا رحالهم في فندق مآزر التقوى، ليجدوا في الخدمة ما يوازي قدسية المكان.
الوجبات المقدمة عبر مطعم أرض الجُمان لم تكن مجرد طعام، بل كانت عنوانًا للرضا في وجوه الحجاج، والفضل يعود بعد توفيق الله إلى جهود المجلس الأعلى للحج والعمرة، الذي يقود هذه المنظومة باحتراف، بتوجيه ومتابعة مباشرة من الأستاذ سامي الرشيد، الأمين العام للمجلس، الذي أكد في أكثر من مناسبة:
“نحن نعمل على أن يعيش الحاج السوداني تجربة إيمانية متكاملة، تليق بمقامه وكرامته، وخدمات الإعاشة من أولوياتنا.”
من بين الأدوار الميدانية المهمة، تبرز الأستاذة ابتسام بشير، مشرفة الطعام بالفندق، التي تشرف على تقديم الوجبات ومتابعة العمال وتنظيم التوزيع، حيث قالت:
“أحرص على التأكد من تناول جميع الحجاج لوجباتهم، ومتابعة الجودة باستمرار، والتواصل مع الجميع لضمان رضاهم.”
وأضافت بابتسامة هادئة:
“حجاج دارفور الكبرى يتمتعون بعزة نفس نادرة.. لا يشتكون، وإن سألناهم: هل أكلتم؟ يجيبون بكلمات مقتضبة ويختمون بالدعاء: جزاكِ الله خيرًا.”
ورصدت “سودان سوا” آراء عدد من الحجاج، منهم الحاج عثمان عبد الله من ولاية شرق دارفور ، الذي قال:”الطعام هنا وفير ونظيف، وكل شيء في وقته.. لم نشعر بالجوع أو التأخير، بل بالخدمة الطيبة والمتابعة المستمرة.”
فيما قالت الحاجة منى محمد من شمال دارفور:”نُعامَل باحترام، ونشكر كل من يعمل على خدمتنا.. نشعر وكأننا بين أهلنا، وليس في غربة.”
هكذا، وفي كل صحن طعام يُقدَّم، وكل كلمة شكر تُقال، تتجسد منظومة متكاملة يقودها المجلس الأعلى للحج والعمرة، ويؤديها بصمت من هم خلف الأضواء.. حيث لا تُقاس النجاحات بالحجم، بل بالأثر الطيب في وجوه الحجيج.