من سواكن إلى مكة… أصغر حاجة تقود الفوج الأخير في رحلة الإيمان

من سواكن إلى مكة… أصغر حاجة تقود الفوج الأخير في رحلة الإيمان
بورت سودان : مي الامين

“من سواكن إلى مكة… رحلة الإيمان تتحدى المستحيل”

في الفوج الأخير: إعلاميون، شابات، ورجال من دارفور وشمال كردفان يتجاوزون المسافات والمحن لأداء الركن الخامس

سواكن – صحيفة القوات المسلحة
في مشهد مهيب يفيض بالخشوع والبهجة، غادر الفوج البحري الأخير من حجاج السودان ميناء الأمير عثمان دقنة بمدينة سواكن، متجهًا نحو الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج لعام 1446هـ، بعد ترتيبات ناجحة نفذها المجلس الأعلى للحج والعمرة، في ظروف استثنائية تمر بها البلاد.

ورغم مشقة الطريق، وروح المغامرة التي صاحبت رحلة الحجيج من أقصى الغرب السوداني إلى سواحل الشرق، فقد عبّر الحجاج عن ارتياحهم البالغ تجاه مستوى التنظيم والخدمات، من إقامة وتنقل ووجبات، وصولًا إلى التأمين البحري المحكم

محاور التنظيم: تنسيق عالٍ وتفويج نموذجي

أكد الكابتن طه محمد مختار، مدير ميناء الأمير عثمان دقنة، أن التفويج البحري تم بكفاءة عالية نتيجة للاستعدادات المبكرة، وقال:

> “لعب الميناء دورًا محوريًا في إنجاح التفويج، بفضل صالات السفر المجهزة، والخدمات والنظافة والتنظيم، والتكييف، مما ساعد في انسيابية الإجراءات وسهّل عملية خروج الحجيج في أجواء منظمة وآمنة”.

وأضاف:

> “بلغ عدد الحجاج الذين غادروا بحراً هذا الموسم (4982) حاجًا وحاجة، من مختلف ولايات السودان، بمن فيهم حجاج الخرطوم”.

خفر السواحل: حماية للعبور الروحي

من جانبه، أوضح العقيد بحري ركن سامي سبيل، قائد قوات خفر السواحل، أن القوات على جاهزية تامة لتأمين السفن وطرقها البحرية، وقال:

> “نسهّل عبور الأفواج إلى الأراضي المقدسة، ونشارك في هذا الواجب الإيماني والوطني بكل فخر. نبارك للحجاج رحلتهم ونتمنى لهم حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا”.

أصغر حاجّة… وأكبر تحدٍ

 

الحاجة مريم حسن، من ولاية شمال كردفان، تبلغ من العمر 16 عامًا، قالت بابتسامة تغلبت على التعب:

> “رحلتنا طويلة لكن الحُلم كبير… كنا مجموعة متآلفة رغم الصعوبات، وكل الشكر للمجلس الأعلى للحج على حسن الترتيب”

دارفور… الإرادة التي لا تنكسر

أما آدم هارون إسحق حسن، رئيس حملة وسط دارفور، فقد روى تفاصيل رحلة استغرقت 15 يومًا، قال فيها:

> “انطلقنا من زالنجي، ومررنا بأكثر من مدينة، وبعض الحجاج عبروا من الطينة والدبة… لكن الجميع مصرّون على أداء المناسك رغم كل شيء”.

إعلاميون على خطى الحجيج

الصحفي محيي الدين محمد علي شجر أشار إلى أن الفوج الأخير ضم عددًا من الإعلاميين، مؤكدًا:

“الإجراءات تمت بسلاسة، ووجدنا تنظيمًا يفوق التوقعات، سنوثق كل شيء لنقل الصورة الحقيقية لهذا النجاح”.

ومن على متن الباخرة، قالت الصحفية هويدا حمزة:

> “كل عام أودّع الحجيج وقلبي يتمنى أن أكون معهم. واليوم أنا ضمنهم. الشكر للمجلس الأعلى للحج والعمرة الذي جعل هذا الحلم ممكنًا
أصوات من العمق السوداني: شكر وتقدير ودعاء

الحجاج والحاجات من مختلف الولايات عبّروا عن امتنانهم عبر كلمات صادقة ومؤثرة:

نوال الخليفة من البديرية:

> “كل شيء كان مريحًا، الإجراءات، التعامل، وحتى الرحلة البحرية… نشكر كل من سهّل هذا الأمر”.

بقرة عبد الماجد من نهر النيل:

> “لم نجد صعوبات… وكل من شارك في التفويج يستحق الشكر”.

مكة محمد قديريش من حلفا الجديدة:

> “نسأل الله أن يتقبل منا، وأن يديم على السودان الأمن والاستقرار”.

الحاجة حاجة محمد حسن من وسط دارفور:

> “نشكر القائد مصطفى تمبور، وكل من دعم الحجيج للوصول إلى مكة”.

رسالة المجلس الأعلى للحج والعمرة: نجاح رغم التحديات

قال حامد أزهري حامد، مدير التفويج البحري والجوي بالمجلس:

“فوج  الثلاثاء يضم حجاجًا من ثماني ولايات، عددهم 810، ونسأل الله أن يتقبل منهم، وأن يعيدهم سالمين، وأن يعم الأمن السودان”.

خاتمة

برغم المسافات الطويلة، والظروف الصعبة، والأزمات التي يمر بها السودان، بقي الحجيج أوفياء للنداء السماوي، مستجيبين لدعوة إبراهيم عليه السلام.
إنه حج الإرادة والإيمان… حج 1446 هـ.