إبن الأمة يكتب: فقط بهذا يفلح رئيس الوزراء الجديد

إبن الأمة يكتب
فقط بهذا يفلح رئيس الوزراء الجديد
لن يفلح رئيس الوزراء الجديد إذا جرى وراء سراب البحث عن رضا الغرب وتجاهل مكونات شعب السودان الأساسية الثقافية أو تغافل عن هوية هذا الشعب الاسلامية الخالصة .
فالغرب لن يدعم السودان ولو طبق كل ما يطلب وخضع له تماماً وحتي لو جاء علي رأس حكمه علمانيون مستسلمون له استسلاماً كاملاً فسيتخذ من ذلك سلماً لمزيد من اضعافه إذ الاإستهداف استراتيجي ركني لبنية وأصل الشعب وثقافته وهويته وثرواته ومقدراته .
لفت نظري مقال كتب عن د. كامل إدريس رئيس الوزراء الجديد تناول كاتبه تحليلاً لشخصية د. كامل من خلال كتابه الضخم “السودان 2025 م تقويم المسار وحلم المستقبل ” . وخلص كاتب المقال إلى أن د. كامل من خلال كتابه
قدم دراسة موسعة لتاريخ السودان السياسي وتحليله وقراءة أبرز مشكلاته وقدم نقداً للحكومات المتعاقبة، ثم طرح رؤيته للحل في كل ذلك .
ومضى كاتب المقال في تحليله إلى أن الدكتور كامل من حيث الفكر السياسي ليبرالي التوجه، أممي الأشواق:
فهو يرى واحدةً من أزمات السياسة السودانية الكبرى صراع الثقافات الدينية وإدخال الدين في الشأن العام، وأنه ينبغي ألا تعلو هوية إلا الهوية السودانوية فقط والرابطة الوطنية، ويرى في أسلمة الدولة مشكلة سببت العديد من أزمات السودان ومن هذا المنطلق نقد قوانين النميري الإسلامية، وكذلك نقد نظام الإنقاذ في هويته الإسلامية التي كان يرفعها دوماً.
وأيضاً لما تكلم عن نظام الحكم الطامح له أفرد فصلاً يتحدث فيه عن علاقة الدين بالدولة، وبين أن الإسلام الحقيقي هو الإسلام الوسطي المعتدل، وأما الدولة فينبغي أن تلتزم بالديمقراطية والمساواة وهذه الأمور.
وهذا هو الذي يسير عليه خطه العام طوال الكتاب.
والرجل أممي الأشواق والطموح، ابن المنظمات الدولية ورفيقها الدائم، وهذا واضح من خلال سيرته المهنية، لكن الملاحظ في الكتاب أيضاً ولعه بالخطط والسياسات التي تبديها المنظمات الدولية .
ويرى أن من أكبر اسباب تعثر السودان خرقه الدائم لملفات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية (لسنا بصدد الدفاع عن خرق حقوق الانسان عياذا بالله وإنما ما تتخذه المنظمات الدولية كذبا وافتراء بإسم حقوق الانسان ذريعة للسيطرة علي الأمم ) ولا يدع أيضاً الولع بقضايا الأمم المتحدة المتعلقة بالجنسين وتمكين المرأة .
إلى الكلام عن التنمية والحلول بما يشبه بالضبط خطابات الحمدوك،
موقفه من كافة التمردات والحروب السابقة لا يتسق أبداً مع حال الحرب الآن، فهو مهموم بفنتازيا السلام والصوابية السياسية في لغته وعد كل الأطراف مجرد طرفي نزاع بما يتسق مع تربيته الأممية .
ويرى أنه مجرد أداة أكاديمية وهو سلم للبرهان لتوطيد الوجود الدولي والإقليمي وإعادة فتح آفاق العلاقات المجتمعية وغلق الباب على المناداة المستمرة بالحكم المدني فقط، و(قد) تكون أدواره مقيدة واقعياً خلافاً لِما أُعلن عنه من اتساع صلاحياته.
تحليل كاتب المقال حسب ما بلغني سماعا عن الدكتور كامل ادريس دقيق لحد كبير ومنه ايضا كونه اي د. كامل رجل سلس وذو مرونة عالية وسماع جيد للرأي الاخر ويتصف بالتواضع وحسن الخلق في التعامل
ويبدي تدينا صوفيا
ولكنه مشبع بالثقافة الغربية الناعمة مما يتبدي من أقواله وكتاباته وهنا مكمن الخطورة إن تم تفويضه تفويضا مطلقا – وإن كنت استبعد ذلك –
إذ ان الغرب في توجهه الإستراتيجي لن يرضي عن أي دولة عربية أو إسلامية مطلقا وإن ركعت له . خاصة إذا كانت هذه الدولة تثير لدى الغرب تخوفاً حقيقياً من ثقافة شعبها و إمكان تمرده وخروجه عن الطوق (السودان مثال) وتجارب التاريخ تثبت ذلك منذ المهدية وطرد عبود للمبشرين وحراك النميري الإسلامي وتوجه الإنقاذ المعلوم وبنية الأحزاب التقليدية الأساسية القائمة علي الإسلام بغض النظر عن انحرافاتها الظاهرة عن الإسلام .
أما الرضي عن دول الخليج فهو رضا ظاهري فقط ويحقق الغرب عبره أغراضه تماماً من انتهاب الثروات والمقدرات بصورة سلسة ناعمة ويمكن أن تتغير في أي لحظة تقتضي ذلك عمليا . لا سبيل لاستقرار السودان ونهضته الا بوحدته وتمسكه بهويته الإسلامية وتقوية جيشه واستغلال كروت ضغطه بقوة وحكمة ورشد .
ستظل الامور على ذات المنهج تأكيداً إضافياً علي ما ذهبنا إليه من كون الغرب يستهدف السودان استهدافا ركنياً استراتيجياً في أصول هويته وثقافته وموارده وثرواته ولا يخفف من ذلك ماهية من يحكم البلاد وإن كان عبداً خالصاً لهم بل سيتخذه سلماً لمزيد من تكريس
الإستهداف خشنا كان أو ناعماً او خليطاً ولا سبيل للخروج من ذلك إلا بالتحرر المطلق تعبداً لله تعالي واستغلالاً أمثل لما نملك من أدوات ضغط وحسن إدارة وقوة إرادة ووضوح رؤية نستدر بها مصالح بلادنا وندفع بها غوائل أعدائنا وما غير ذلك الا السراب .