بعد إعلان السفارة الصينية ……. معلومات خطيرة عن تورط الصين في حرب السودان

متابعات / سودان سوا
أثار إعلان السفارة الصينية في السودان لرعاياها بضرورة مغادرة البلاد، عاصفة من الأسئلة والتكهنات، خاصة بعد تصاعد حدة الهجمات المسلحة التي تستخدم فيها مليشيا الدعم السريع أسلحة ومُسيّرات يُعتقد أنها من منشأ صيني.
فهل تخشى بكين من رد فعل شعبي غاضب؟ أم أنها تحاول النأي بنفسها عن “فضيحة” تورط شركاتها في حرب السودان؟
أسلحة صينية في قبضة المليشيا… صناعة “نورينكو” تفتك بالبنية التحتية
تعلم بكين يقينًا أن الأسلحة المتقدمة بما في ذلك الطائرات المُسيّرة التي تستخدمها قوات الدعم السريع ضد الدولة السودانية، تحمل بصمة مصانعها. وتحديدًا، تعود تلك المعدات لشركة نورينكو NORINCO، إحدى أكبر الشركات الصينية في مجال الصناعات الحربية، والتي تنشط أيضًا في مجالات التعدين داخل السودان، عبر امتلاكها مربعات تعدين بولاية نهر النيل، تحديدًا منطقة أبوحمد، بشراكات متعددة، بحسب مقال لمبارك اردول.
مُسيّرات تُقاد من الصين مباشرة… ومخاوف من انفجار الغضب الشعبي
المُثير للقلق أن تلك المُسيّرات الاستراتيجية لا تزال تُدار عبر الأقمار الصناعية، مما يعني أن الصين، أو المصنع الأصلي على الأقل، يستطيع التحكم بها أو تعطيلها عن بُعد. ومع تصاعد الأضرار الناجمة عن هذه الأسلحة، خاصة في مدينة بورتسودان والبنية التحتية في عموم البلاد، تخشى الصين من تصاعد موجة غضب شعبي قد تُترجم إلى مظاهرات واحتجاجات أمام بعثتها الدبلوماسية.
مناهضة النيوليبرالية الكبرى… والتورط في خدمتها الصغرى!
تظهر المفارقة الصادمة في أن الصين، التي ظلت تقدم نفسها باعتبارها مناهضة للاستعمار، ومن الدول المؤسسة لحركة عدم الانحياز، تجد نفسها اليوم في موقف حرج بعد أن باتت أسلحتها تُستخدم في صراع داخلي دموي يخدم – بشكل غير مباشر – أهداف السياسات النيوليبرالية الغربية في تفكيك دول الجنوب، التي تزعم الصين أنها حليفتها.
بيع غير مباشر… ولكن المسئولية قائمة
ربما لم تقم شركات السلاح الصينية ببيع الأسلحة مباشرة لمليشيا الدعم السريع، لكن المرجح أنها مرّت عبر أطراف ثالثة، مثل أبوظبي أو وكلاء آخرين، ومع ذلك لم تتابع بكين أو شركاتها الشروط الأخلاقية لاستخدام سلعها، ولم تلتزم حتى بضوابط التصدير التي تحمي السلم في دول الجنوب.
الصين في مأزق… ومصالحها مهددة في قلب أفريقيا
قرار مغادرة الرعايا الصينيين لا يأتي فقط بسبب تدهور الأوضاع الأمنية، بل يُعد في حقيقته خطوة استباقية لحماية الدبلوماسيين والشركات من غضب شعبي متوقع، قد يتفجر ضد الوجود الصيني في السودان، خصوصًا أن هذا الحراك، لو تم، سيضع بكين في موقف لا تُحسد عليه في مواجهتها الأيديولوجية مع الغرب.
تداعيات محتملة على تحالف “البريكس” والصراع مع واشنطن
أي تصعيد شعبي سوداني ضد الصين سيُحرجها أمام بقية أعضاء تحالف “البريكس”، الذي تسعى من خلاله لتشكيل نظام عالمي جديد مناهض للغرب. مثل هذا الحراك يُسقط عنها ورقة أخلاقية رفعتها طويلاً: أنها ليست من القوى التي ساهمت في تمزيق أفريقيا، بل شريك اقتصادي تنموي بديل للغرب.
ماذا يمكن أن تفعله الصين للخروج من الورطة؟
الخروج الصيني من هذا المأزق يتطلب اتخاذ موقف رسمي صارم من شركاتها المتورطة، وتبني سياسة واضحة تمنع تزويد أي جهة مشبوهة في دول الجنوب بالتكنولوجيا أو الأسلحة التي تُستخدم في إشعال الحروب الأهلية، خاصة تلك التي تُدار لمصلحة السياسات النيوليبرالية الغربية.
لا يمكنك مناهضة الغرب… وخدمته من الخلف!
أصبحت بكين مطالبة أكثر من أي وقت مضى، بمراجعة استراتيجياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، فليس من المنطقي أن تُعلن عداءها للغرب وتدّعي مناصرة الجنوب العالمي، بينما تتورط بشكل مباشر أو غير مباشر، في تمزيق هذه الدول عبر أسلحة شركاتها وتكنولوجيا مصانعها.