محمد طلب يكتب : البطاطس والآبري (4)

في المقال السابق تطرقنا للمشروبات التي يمثل فيها الذرة و البطاطس المادة الاساسية وهي مشروبات كحولية لها بعص الفوائد وكذلك اشرنا للمضار القاتلة والاحصائيات حولها (طبعاً هناك ) لان علاقتنا هنا بالاحصاء في كل الجوانب (زيرو كبير) بالذات الان في هذه الحرب (العبثية) القاتلة ..
قال تعالي في القران الكريم :-
(يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ ۖ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا ۗ وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
وما يستوقفني في الاية الكريمة هو السؤال عن الخمر و الميسر (معاً) والاجابة الشافية والترجيح الذي هو مجال للبحث والتدبر في التفاصيل و ايضاً سبب إرتباط امر الانفاق بالخمر والميسر والجمع بينهم في ذات الاية … و التفكر فيما هو موجود في واقعنا الحالي بين هذه الاشياء ….
ولقد تطرقنا لصناعة الخمور (من البطاطس عندهم و الذرة (العيش) عندنا ) قبل تناولنا للمشروبات الطيبة من الصنفين مستندين علي تقديم الاية (للاثم) والكشف عنه اولاً والترجيح لاحقاً وسوف نفرد ان شاء الله مقالاً للمنافع واستخلاصها في مقال منفصل كما اعتقد ان الامر يحتاج لما هو اكثر و اعمق و ادق من هذه المقالات (من زول عنقالي) وهو مجال كبير للبحث في اكثر من علم حول الامر …
إلا ان ما أتناوله هنا هو توضيح العلاقة الكبيرة بين (البطاطس والابري) هنا وهناك …
ولعل ما يثير الاهتمام وجود مشروبات (طيبة) من البطاطس بها شبه كبير من الابري (سوف نعرفه لاحقاً)
ويقودنا هذا الي بوست ينتشر قبل رمضان و في ايام صناعة الآبري يتحدث عن السيدة (امنة عبد الرازق الفحل) يقول :-
( وفقاً للحكاية الشعبية فإنها امرأة من مدينة بربر شمالي السودان اكتشفت تسرب الأمطار إلى جوال ذرة تحتفظ به ، لتجد أن الذرة بدأت في النمو فقامت بتجفيفها و طحنها و”عواستها” لتجد أن طعمها حلو، فأخذت تضيف بعض التوابل إلى أن توصلت لخلطة الطعم يجمع بين الحلاوة والمرارة ليكتسب المشروب المشروب اسمه من مذاقه.
ويصنع “الحلو مر” من الذرة النابتة خاصة من نوع “الفتريتة”، وهي نوع من الذرة الرفيعة تعطي اللون الأحمر عند طحنها،)
علي المستوي الشخصي لا اقبل هذا السيناريو لسبب بسيط وهو ان قبول مثل هذا السيناريو يُخرج إنسان هذا الاقليم القديم عن امر (التجريب) وحضارته و ان الصدفة هي التي تلعب الدورة الاساسي في حياته مما يقودنا الي ان صناعة (الكسرة والقدو قدو والعصيدة والموص والعكارة و(النشاء للنفساء) ) كلها لعبت الصدف دور في انتاجها…. بل حتي وصولنا لطحن الذرة نفسه لانه قطعاً في يوم ما لم يصل لمرحلة الطحين و صناعاته وكان يؤكل من سنابله ثم اتت مراحل اخري نتيجة التجارب (هكذا اتخيل الامر) …كما يوجد لدي اعتقاد ان المأكولات الموجودة الان ما هي إلا نتائج لتجارب واخطاء ثم تجارب اخري تتفادب الاخطاء السابقة و هكذا….
(والمكضبني يسأل اي شيف معتبر)
واظن والله اعلم ان (لتعارفوا) الواردة في الاية الكريمة:-
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)
معنية بتبادل المعارف والثقافات في كل المجالات والاختلاط والتزاوج ووو…
فالعلوم اثبتت ان بعض النباتات والخضر والفواكه عبرت قارات لتكون عبر قرون غذاء طعام و شراب رئيس لشعوب في قارات اخري بعيدة علي سبيل المثال البطاطا او البطاطس المنتشرة في كل العالم يقال ان موطنها الاصلي هو جبال الانديز بامريكا الجنوبية و البطاطا الان محصول غذائي يُزرع في كل أنحاء العالم، وهي مصنفة في المركز الرابع من حيث الأهمية بعد القمح والأرز والذرة
و علي ذكر أية (لتعارفوا) في المقالات القادمة نقدم لكم إفادات مواطن أوكراني سوداني الاصل و ربما يصير كندياً قريباً حول امر البطاطس
لاحظ مواطن سوداني نقلته ظروف السلام والمحبة والمعرفة والتعاون الي اوكرانيا ليكون مواطناً اوكرانياً و الظروف المعاكسة تماماً من حرب وقتال وبغض و كراهية تنقله الي ان يكون كندياً..
سلام
محمد طلب