محمد طلب يكتب : *بودرة الحلو مر العجين تفل سوسن و بت ياسين*

 

 

وجدت مقالاتنا الثلاثة السابقة والمتتالية بعناوين مختلفة عن (الآبري والحلو مر)  رواجاً وتداولاً وتفاعلاً لم يكن متوقعاّ في ظل حرب (البل والجقم) وسوء التقدير وجهل المصير

عندما بدأت في الكتابة عن (الآبري) و مشروعي الذي لم يكتمل بسبب الحرب اللعينة كنت أتوقع أن ينتهي الأمر بمقال قصير لكن التفاعل الذي وجده جعلني اكتشف الكثير والمثير فقد حدثت مغالطة بيني وبين أحد الاصدقاء حول ان (الآبري) و(الحلو مر) هما اسماء لمسمي واحد و أنهم لم يسمعوا إطلاقاً (بالحلو مر) الذي وصفته بالمقال نقلت هذه المغالطة الي قروب بعض الاصدقاء فما كان من الزميل (عبد الحكيم علي السيد) وهو من مناطق نهر النيل إلا ان ينبري للأمر وعلي الهواء مباشرة نقلنا  الي مسرح احداث (الحلو مر) الذي يقومون بتحهيزه هذه الايام وهو غير الابري مما خلق دهشه لدي المجموعة كاملة ..

وما عرضه عبد الحكيم هو ذات مشروعي (مكعبات الابري المغلفة) لانه عرض مرحلة التجفيف للحلو مر للإستعمال عند الحوجة(رمضان ) و هي النقطة التي يبدأ منها مشروعي في وضع الكمية منه علي مكابس حرارية تنتج مكعبات( الحلو مر المغلفة) ثم تتم تعبئتها في اكياس جميلة تشبه اكياس الحلويات باوزان مختلفة وتُوزع و تُصدر بسهولة و دون غرابة في المنتج التحية للاستاذ المصرفي المحترم والتربال المخضرم  المرتبط بارضه وثقافته( عبد الحكيم علي السيد)

كنت في المقال السابق قد وعدتكم بالحديث عن  السيدتين المحترمتن الزميلتين (ام انسام) و(ام خديجة) وهما سيدتان في عز شبابهما والمقدرة العطاء والانجاز  بطشت بهما يد (الصالح العام ) بدون مقدمات لكن الارادة القوية والعزيمة جعلتهما يخضن تجاربهن الثرة والثرية الخاصة في حياتهما  ….

لكني هنا سوف أتناول علاقة كل منهما (بالآبري)

الاستاذة (أم أنسام)  بحراوية من قلب العاصمة لن تتوقع أن من في عمرها من العاصميات (بنوت الخرتوم) تعوس حتي الكسرة ناهيك عن (الآبري) و هي موظفة جامعية عملت بالسلك المصرفي…

(أم انسام)  الأن و في ظل هذه الحرب والنزوح والتشريد و مسئولية اطفال علي عاتقها بعد وفاة والدهم فهي تمر برمضان الثاني في هذه الحرب وهي  تقوم بالعمليات التقليدية (للآبري) إبتداءً من( الزريعة) حتي وصوله مرحلة (الطرقة) ثم( بل وجقم)  من نوع آخر  و رغم البل والجقم عبر المسيرات ما زال مستمراً إلا ان السيدة نفيسة يس (أم أنسام) إستطاعت ان تتجاوز كل المحن في رحلتها الطويلة عبر عدة مدن و أرياف و رحيل اقرب الناس اليها أن تضيف الحداثة والسهولة ولمستها الراقية والأن منتجها (Apry powder) موجود بأسواق نهر النيل وصدرت منه لجمهورية مصر عبر احدي  الشركات المصرية و من المنتظر ان يصل دول اخري إلا أنها  تحفظت علي سرد  طريقة عمل( بودرة الآبري) و هذا من حقها…

اما السيدة الفضلي( ام خديجة )  الاستاذة سوسن عثمان  فإنها رغم عدم خوضها تجربة اضافة للابري لكنها عوّاسة ونجيضة نجاضة ناس بحر ابيض فهي من منطقة (الشجرة) شجرة محو بك  فقد لفتت انتباهي لموضوع مهم جداً بالذات بالنسبة لربات البيوت  وموضوع اعادة التدوير للاستفادة من اي مورد (لي الطيش) فقد سردت سرداً جميلاً لكني احسبه  متخفياً تحت (في ناس بتعمل كذا وكذا) اولاً عند بل الآبري لابد من ان يكون (البل بل صاح) وليس (خمج نسوان ساي) و ليس ذلك  فحسب و لكن استخدام نظرية (دبل ليهو ) و أن يكون البل مرة واثنين وثلاثة( بل صاااح لمن تطلع عينو) و اضافت عند الإحساس بانه لم يعد هناك ما يمكن إستخلاصه و يجب ان يتم تغيير الابري و (كشح التفل ) هنا يجب تركه كما هو  مبلولاً والإتيان بالجديد وبله مثني وثلاث ورباع ثم تركه مبلولاً والعودة للمبلول الأول وهنا امامك طريقتين الاولي اما ان يصفي ويحتفظ بالتفل لاغراض اخري أو أن يتم خلطه بالخلاط جيداً ويُشرب كما هو لمزيد من الفائدة  كما افادت السيدة (ام خديحة) بالنسبة للطريقة الاولي قائلة (في ناس ) التفل يصنعون منه (الدلكة) آي والله (ذي ما بقول ليكم)….

و ربما نستفسرها في وقت آخر عن طريقة صناعة (الدلكة) من (تفل الآبري) لكن الخلاصة انها اعادة تدوير في قمة الروعة والاستفادة القصوي من (الآبري) و لا شك انك عزيزي القارئ لاحظت كميات (تفل الآبري) الهائلة التي تذهب الي اكياس الوسخ رغم انه يمكن ان تصنع الجمال كما افادت الاستاذة سوسن عثمان (ام خديجة)

خلاصة الخلاصة حقاً هذا السودان به اناس رائعون رغم هذا الكم من الاحقاد والغبن والكراهية وحب الذات والانانية ألا انه لو تكاتفت الجهود وساد الحب  مع هذه الأفكار الرائعة لصرنا اسياد لانفسنا…

تجدى الاشارة الي ان كل من تم ذكرهم في هذا المقال مصرفيين محترميين  عملوا بالمصارف السودانية.. الاستاذ عبد الحكيم علي السيد من بنك الوحدة المجني عليه ..الاستاذة نفيسة يس.. والاستاذة سوسن عثمان مع كاتب المقال  من بنك الخرطوم عندما كان شعاره (تعال ومعك اخرون) وجميعنا  لطشتهم يد ما عُرف (بالصالح العام ) وكله خير وليت هذه الحرب تخفي خلف دخانه خير ايضاً و أمر المؤمن كله خير  ..

سلام

محمد طلب