في وداع الكابتن قاقرين /يا حيدراً يرتاح في كل النفوس

في وداع الكابتن السفير

يا أيها الصديق يرحل في البراحاتِ الفضاء
يا أيها القلب ُالمعلق ُفي ِالسماح
يا أيها السمحُ الوضيء
يا حيدراً يرتاح في كل النفوس
يا رأئداً ناط الثرّيات القمر
يا قاقارين
يا أنتَ تجري في ميادين الرياضة
مارقاً كالرمحِ تلهبُ
تسبق عاديات الحلم والآمال عند الشاهدين
أدميتَ بالفنّ الأكفّ
أبكيتَ بالفوز الكبارَ مع الصغار
يا قائدَ الوطن الكبير
يا كابتنَاً كنتَ الهلال

يا من حملت رسالةً كبرى فكنت رسولَها
كنت المعلمَ في المدارس للّسان و للّغات
و عجمْت لغةَ الحبّ (دو لامير)
يا أيها القلب الكبير
يا أيها السمح السفير
قدكنت في فيرجين شلالاً يداعب
روح كينشاسا و يلثم ملتقى النيلين
كنت عمامةً تعلو مع الجلبابِ
في ياوندي
صلتَ و جلْتُ في الخضراء
مثّلتَ البلاد.
قد كنتَ مرسالاً
من السودان يحمل نبضة الإنسان
عند السين ِ و الأوبرا و نوتردامَ
والكونكورد و لوكسومبورج و الشانزيل
و مون بارنا
و كنت اللوفْ
كنتَ الملاذ‌َ لجمْهرِ البعثاتِ
في باريس.
كنتَ سفارة الأدباء و الشعراء و العلماء
منتجعَ الفنون.

اليوم ترحل في المهاجرْ
يبكيك زملاء الملاعبِ و المدارسِ و المرافي و المهاجرْ
يبكيك شعبٌ طالما أفرحتَه
يبكيك شعبُ طالما أغضبته
يبكيك شعب طالما أحببته
يبكيك شعبٌ طالما داعبته
يبكيك شعب طالما أهديته
فرحاً كؤوساً من ذهب.

لك في الجنان ِ مدارسٌ
و ملاعبٌ
و سفارةٌ
،لك كوثرُ
فرِحاً تحلى بالحرير
و لك الذرابي و السريرْ
و يطوف ثَمَّ الأخلدون
بالأباريقِ و كأسٍ من معين ْ
و خمورٍ
لِذّةٍ للشاربينْ
و فواكهْ
لحمُ طيرٍ هو مما يشتهونْ
لكَ في الفردوسِ كاساتُ ذهبْ.
رحمة الله عليك
رحمةالله عليك
قاقارين

عمار شليعة