الحياة مهنتي/ الطيب كنونة: قبضة من تراب
الحياة مهنتي
الطيب كنونة
قبضة من تراب.
يظل التوثيق واحدا من أهم ادوات التواصل، والاتصال المعرفي بين الاجيال الحالية والقادمة، حفظا للتاريخ، وتعريفا به، اذا تلعب الفنون المختلفه ، ركنا أساسيا في عمليه التواصل، التشكيل والرسم، والنحت والمسرح،والاغاني والاشعار…الخ،سجلت العديد من تواريخ البشريه بأدوات تتنوع كوعاء للحفظ. الفن التشيكلي بانواعه المختلفه ابرز تلكم التواثيق الانسانيه الرفيعه ،حيث وثقت لنشاطات متعدده، بتعدد المقاصد،فهي رسوم، ونحوت،وتطبيقات، تروي عن حكايات انيه ،حاضره وسابقه ،لكنها ناطقه باحساس التذوق ، والتناول لما لها من دلالات رمزيه عميقه،عمق المحتوي والادراك، يسجل ويوثق لاحداث ترويها الاجيال، جيل بعد جيل.ليبقي التعدد والتنوع بمدارسه المختلفة، عنوانا لمراحل،ذات اختلافات، زمانيه، ومكانيه.لكنها عنوانا لممارسة انسانيه رفيعه التناول.
(قبضه من تراب) ، كتاب صادر عن منتدي دال الثقافي في طبعته الاولي للعام2012سيره ذاتيه، للفنان التشكيلي السوداني العالمي ابراهيم محمد عثمان الصلحي، المولود في العام1930بمدنيه ام درمان حي العباسيه العريق ،عراقه اهله، وعلاقاته المتنوعه، فهو السودان الكبير، من حيث التداخل،والتصاهر،والعلائق المتعدده نشأ الصلحي فيه وتشبع بتلك العلائق الحميمه بتعدد ثقافاته ، وعاداته،وبالتالي أصبح ذو خصوصيه، لها من التاريخ عنوان،وثق الصلحي لكل تلك المداخيل،في تزاحم غير مخل،سوق ام درمان القديم بتاريخه، العريق،ومكوناته، من محلات للخضر واللحوم، والقهاوي،وسوق الحريم( النساء) ببضاعته التقليديه المتفرده ، والموروثه من زمن تليد،وحكاياته مع الترزيه، والباعه المتجولين،كل تلك النشاطات ، وثقها في صور، وموافق ، عاشها،ومارسها، وطوف بها بنا في سوح الابداع،وجذور و بدايات التشكيل فهو واحد من مؤسسي ( مدرسه الخرطوم)والتي بذرت اللبنه الاولي في حركه التشكليين السودانيين، ومجموعه الشعراء والادباء، والرياضيين والرؤايين، حيث كانت مدرسه( الغابه والصحراء)و من روداهاد.محمد عبد الحي ومحمد المكي ابراهيم،وعلي المك، صلاح احمد ابراهيم،حيث قدم الصلحي من انجح البرامج التلفزيونية ( بيت الجاك) علي تلفزيون السودان،زين الصلحي بتوثيقه لعدد من النشاطات الفنيه، بعناوين ذات مضامين مترفه بالجمال والتزين البديع، ذلك الابداع الذي الذي لامس العديد من النشاطات الادبيه ، والفنية ، والدينيه، ووثق لتواريخ ذات دلالات لشخصيات نحتت أسمائهم، علي شرفه التاريخ الانساني.
(قبضه من تراب) ليس كمثل السير الذاتيه الاخري، بل كتاب مفتوح لعوامل تضج بالحياة العامره بالابداع الانساني، الراقي والنبيل.الصلحي والذي تخرج في مدرسه التصميم،ودرس في كليه غردون التذكاريه،ثم معهد الخرطوم الفني،استفاد من ذلك التمازج ،وصقل موهبته بالاطلاع ، والمشاهده، لعدد من المدارس المتنوعه، جعلته متفردا في تناوله لعدد من القضايا ذات الصله بهذا التنوع،كما ان تجواله في عدد من دول العالم، باحثا في متحافها الغنية، ومدارسها الفنيه المتعدده،اسهمت في ان يطور ماينتج من لوحات تعبيريه، لها من التميز والتفرد مكانه،عمل الصلحي لفتره قصيره في بدايات حياته العامره بالعطاء، في وزاره الاستعلامات والعمل وفي عهده تم تغيرها الي مسمي وزاره الثقافه والاعلام .لم تخلو حياته من الاستجوابات الأمنيه والاعتقال، في ظل الانظمه الشموليه، وهذه ضريبه كل من ينادي في الناس، بالحريه الانسانيه ، ودورها في الحياه العامه، و كفنان له رؤيه ذات مضامنين، تعني بالتثاقف ومعالجه اشكاليات ، واستحقاقات المجتمع،كيف لا،وهو جزء لايتجزأ من واقعه واحلامه في ان تكون له رساله واضحه المعالم، والفكره والاهداف. تأخر هذا المقال لاكثر من احد عشر عاما من تاريخه توقيعه اهداءلشخصي، اذا كان الوعد والموعد، ان نلتقي معا،في دار استاذنا الراحل اسامه الصلحي بالعباسيه ، وبحضور شقيقته الفنانه التراثيه الراحله سعديه الصلحي، والتي كانت لها اسهامات متعدده، ومميزه في التنادي علي اهميه المحافظه علي التراث السوداني بكل اشكاله، وتنوعه لكل اقاليم السودان، اطال الله في عمر، ابراهيم الصلحي وجعله ذخرا ، وكنزا لايصدأ ، وعنوانا لسوداني له مكانه اهلته ، في ان يكون فنانا عالميا، يحلم بسودان خال من التعيقدات ، والاشكاليات المختلفه.
الي ان نلتقي.. يبقي الود بيننا.
.