محمد طلب يكتب : الحذر الحذر والشهادة السودانية (8)*

 

تنطلق اليوم امتحانات الشهادة السودانية داخل السودان وخارجه رغم كل المخاوف .

و من المفارقات أن يكون أول امتحان هو امتحان التربية الإسلامية دين الإخاء والتسامح والسلام ويصادف ذلك احتفالات الأخوة المسيحين بأعياد الميلاد المجيدة ..ربما يعتقد العامة أن الامتحانات في المناطق التي تقع تحت سيطرة الجيش هي مناطق خالية من غير المسلمين لكنها مناطق بها مسيحيين وكنائس وشعائر غير الشعائر الإسلامية (مصادفة عجيية)

الأخوة المسحيين والأقباط موجودين في كل أنحاء السودان و ان كانوا في بعض المناطق قلة إلا أن ذلك لا ينفي وجودهم و تفاعلهم و انتمائهم لثقافتهم السودانية فمناطق نهر النيل التي تمثل كثافة في مراكز امتحانات الشهادة بها وجود كنسي و مسيحي ملحوظ وهذا فيه إشارة إلي أن وجود دولة مسلمين بدرجة مئة بالمپة بالسودان أمر مستحيل حتي ولو أضحت الدولة السودانية بمساحة مدينة من مدن السودان..

الأقباط لهم وجود معتبر في شندي و عطبرة وتأثير في الصناعة والتجارة والاقتصاد

(النقادة) مجموعات بشرية قديمة مرتبطة بحضارة وادي النيل واقدم مدينة بمحافظة قنا المصرية اسمها (نقاده) وهي من أقدم المدن المصرية كما أن الأقباط بالسودان مجموعات لا يستهان بها في كان لها تأثير في حياة السودان وهم مواطنين موجودين منذ زمن بعيد في الحياة السودانية وتاثيرهم واضح في الحياة الثقافية والاجتماعية والفنية اشتهروا بصناعة الأقمشة والفخار والتجارة بها وقد وثق الغناء لذلك
*(توب الكرب السادة الجابوه النقادة)*
اشهر واكبر محل للمنتجات السودانية بمهجرنا القسري صاحبته من الأقباط (نقادة)

وعلي سيرة الأغنيات طالما أن الامتحانات تبقي لها ساعات للانطلاق لا نملك مع الدعاء لأولادنا بان يحفظهم الحافظ الا أن نغني و نُصبر أنفسنا مع محمد عبد الله الامي:-

*ما بخاف من شيئ برضي خابر المقدر لابد يكون*

و(خابر) تعني العارف المعرفة التامة بأن الفعل المقدر لابد يكون.. لكن لابد من وجود أسباب تؤدي لهذا (المقدر) وأياً كانت النتائج فقد كانت له مقدمات فالحرب القائمة الآن من (اقدارنا) لكن قطعاً كانت ومازالت لها مقدمات وأسباب فإن كان من نتائج قيام هذه الامتحانات اي (كارثة) فلابد أن يتحملها من كان السبب فيها بالكامل….

في الدولة التي تستضيفنا
مع إعلان مكان الامتحانات بها نشط بعض السودانيين لتحقيق مكاسب من هذا الأمر في موضوع السكن والترحيل و هو أمر لا نعيبه أن كان يراعي المعقولية والظرف الذي يمر به الجميع…كما أن السفارة لم نر لها فعل ظاهر ومساهمة واضحة للتخفيف علي الطلاب وذويهم و أيضاً الجالية السودانية مساهمتها أكثر من خجولة والله غالب …

ختاماً سوف تكون امتحانات الشهادة هاجس و يتملكنا الخوف حتي تنتهي بالسلام ولسان حالنا علي عكس الشاعر محمد عبدالله الأمي القائل:-

*إن أتاني الهم جيشو دافر*
*يلقى يا خلاي صبرى وافر*
*يلقى عزمي التام ليه خافر*
*يلقي قلبي شجاع ما جبون*

سلام
محمد طلب