(أجراس واستفهام) بقلم: حافظ مسند : الأحباش هلكوا وما بدلوا تبديلا

أجراس واستفهام
بقلم: حافظ مسند

الأحباش هلكوا وما بدلوا تبديلا

الانتصار يختلف في معناه ومغزاه من موقف لآخر، والفرح يتباين في السمو والبهجة من مناسبة لأخرى، وكذلك المباريات، فلكل منها طابعها الخاص، ونكهتها الفريدة، وحساباتها الفنية المتشابكة. هناك انتصارات تحمل طابع الثأر والفرح الغامر، وهناك مباريات تضج بالتحدي والكبرياء. لكن يظل الانتصار تأكيدًا لتفوق الذات وردًا للاعتبار.

مباراة منتخبنا الوطني أمام إثيوبيا، التي جرت ضمن بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، جاءت لتُبرز هذه الدلالات بوضوح. فقد نجح منتخبنا في تحقيق الفوز بهدفين دون مقابل بأسلوب السهل الممتنع. هذا الانتصار لم يكن عاديًا؛ بل حمل في طياته معاني الثأر ورد الاعتبار. فقد أقيمت المباراة في ظل أجواء سياسية متوترة، أكدت فيها دلائل كثيرة دعم الأحباش لمليشيات الهالك آل دقلو في حربهم ضد الشعب السوداني.

لهذا لم يكن غريبًا أن يندفع لاعبو منتخبنا بقوة وعزيمة في هذه المباراة، ليقدموا أداءً مميزًا يعبّر عن شدة البأس والغيرة الوطنية. كأنهم أرادوا إيصال رسالة مفادها: “انتصارنا في هذه المباراة هو انعكاس لفرحة شعبنا بانتصارات جيشنا الباسل على مليشيا الهاربين في كل المحاور.” كما أنها رسالة للاعبي إثيوبيا: “سننتصر عليكم هنا وهناك وفي كل مكان، فانسحبوا قبل أن تُسحبوا إلى نار الهلاك. هلك بعضكم، والبقية تنتظر.”

منتخبنا الوطني لم ينتصر فقط لنفسه، بل انتصر لشعبه، ورفع رأس السودان عاليًا أمام الإثيوبي المتهاوي. بهذا الفوز والأداء المتميز، أرهب منتخبات إفريقيا، وأدخل غصة من الألم والحزن في قلوب أعداء السودان.

أجراس متفرقة
• فاتني الإشارة إلى التكريم المميز الذي أقامته رابطة أبناء دنقلا الكبرى بقطر للفارس الفريق نصر الدين عبد الفتاح، قائد سلاح المدرعات وقاهر الهالك حميدتي وأعوانه. هذا القائد الشجاع كان أول من وقف في وجه حميدتي عندما حاول الاستيلاء على المدرعات. الحفل جاء مشرفًا بحضور عدد من القيادات الوطنية، أبرزهم الدكتور صابر شريف الخندقاوي، الذي ظل داعمًا للجيش ومساندًا للنازحين ماديًا ومعنويًا منذ اندلاع هذه الحرب.
• في الأخبار، داهمت الأجهزة الأمنية في بورتسودان منازل بحي الخليج، وعثرت على مليارات من العملة السودانية المزورة والملغاة. نحيي الأجهزة الأمنية في بورتسودان على يقظتها وتماسكها، إذ تمكنت من إحباط العديد من المؤامرات الفاشلة.
• لماذا هذا الهجوم المتكرر على مدرب الهلال، فلوران؟ هل جزاء الانتصار هو الانتقاد الدائم والتشكيك في قدراته؟

جرس أخير
منتخبنا الوطني والهلال من انتصار إلى انتصار، وجيشنا الباسل يحييهم بأجمل من ذلك، وشعبنا الكريم يتزاحم بالمناكب للعودة إلى دياره، رافعًا راية السودان خفاقة فوق الجميع.