كتب د. محمد عبد المنعم : البرهان حكومة حرب الآن

كتب د. محمد عبد المنعم

البرهان حكومة حرب الآن

مضى قرابة الستة عشر شهراً علي اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل، ومثليها على إلغائكم الوثيقة الدستورية وإتفاقكم مع حمدوك في نوفمبر 2021 والذي شكل بموجبه حكومة تصرِّف أعمال الوزارات لازالت قائمة إلى الآن.

وقوف الشعب السوداني خلف قيادة الجيش لا يخفى علي مكابر، وهي حالة تفرض واقعاً جديداً لسودان ما بعد التمرد، ولكن استمرار حالة استدعاء عدم اللا حكومة هذي، يؤدِّي بالالتفاف الشعبي إلى الوراء سيما وأن معاش الناس يتردي يوما بعد يوم، كذلك صحتهم وأمنهم، هذا خلاف دبلوماسية الدولة التي تتهادي بين دبلوماسيي بعثاتها ومركزية مؤسساساتها فلا اتساق في المضمون ولا اعتضاد في القرارات، وبينا الفراغين يرتع ويلعب من العابثين بشأن السودان وسيادته الكُثْر.

مواطن السودان نزح لدولٍ لا تعر سفارات بلاده فيها أدنى همٍّ بشأنه وأحواله عوضاً عن تيسيرها وتذليل ما يواجهون من عقبات مع سلطات تلك البلاد التي استقبلتهم مشكورةً غير أن غياب هذه البعثات الدبلوماسية لم يعزَّز أدوار تلك الدول الشقيقة وأولاها مصرُ النيل – ألا تعدتْ صروفُ الدهر مصرَ وأهلَها – فلا حراكٍ ولا حياء.

سيحسب التاريخ في أسفاره أن مؤسسة الجيش القومية قد حافظت على الدولة السودانية في محاولة إختطافها المبذولة مما كُرِّسَت له جهودٌ مادية وبشرية تنوء بحملها وتتساقط إثرها أعتي الجيوش ولا غرو.

لا يخفى عليك وأنت القائد العام لقوات الشعب المسلحة ما قامت به دول صديقة ومعادية في إيلاء أمر تشكيل حكومة الحرب أولويةً قصوي، ربما عدَّت ذلك إلى اعتباره مظهراً للحرب نفسها وتجاوزها.

إنها نصيحة مقتضبةٌ أنْ أسرع إلى أمرٍ ينتظره السودانيون بالداخل والخارج فلا ينفع ندم التأخير دهر الداهرين ولا أبد الآبدين.