محيي الدين شجر يكتب : قصة ورشتين ..

محيي الدين شجر يكتب : قصة ورشتين ..

اصدر والي كسلا قرارا بتكوين لجنة لضبط الوجود الاجنبي في الولاية تنفيذا لمخرجات ورشة الوجود الاجنبي التي كانت قد اقامتها وزارة الداخلية في وقت سابق من هذا العام كما اتخذت عدة ولايات اجراءات في اطار تنفيذ مخرجات تلك الورشة
كما شرعت وزارة الداخلية نفسها في تنفيذ توصيات الورشة مما يشير الى ان الورشة اتت اكلها بما ان تنفيذ مخرجاتها يسير على قدم وساق ..
في المقابل لم نسمع اي سعي لتنفيذ مخرجات ورشة الاعلام التي نظمها مركز جمال عنقرة والتي رعاها ومولها نائب رئيس مجلس السيادة مالك عقار وعدد من الجهات التي تم تكريمها في الجلسة الختامية لدورها في تمويل الورشة ..
وفيما يبدو ان تصريح عقار نفسه بان الدولة غير ملزمة بتوصياتها هو ما ادى الى تجاهل تلك التوصيات ..
وهذا يقودني للتساؤل بما ان الدولة غير ملزمة ابتداءا بتوصياتها فلماذا تدعمها ماليا ولماذا اقيمت ..
على الاقل نحن نتطلع ان تخضعها الدولة للتقييم كما ذكر نائب رئيس مجلس السيادة ومن ثم التقرير بشأنها ..حتى لا تصبح ورشة عنقرة عبارة عن سفر وترحال وفسحة وصرف في الفارغ ..
خاصة وان اعلام قوات الدعم السريع التمردة لا يزال هو الاقوى والامضى وسط ضعف بين في الاعلام رغم اجتهاد وزارة الاعلام ..
وبمقارنة بسيطة بين الورشتين ورشة وزارة الداخلية حول ضبط الوجود الاجنبي ومراجعة الهوية وورشة جمال عنقرة ونائب رئيس مجلس السيادة السيد مالك عقار اير حول الاعلام نجد ان البون شاسع بين ورشة تطبق توصياتها على ارض الواقع وبين ورشة الحكومة رفضت توصياتها قبل ان تبدأ ..
وفي موسم الورش تلك نجد كذلك ان ورشة الصناعة التي اقيمت وحضرها معظم الولاة بمن فيهم والي الخرطوم العاصمة التي يخوض الجيش فيها حربا ضد قوات الدعم السريع المتمردة ووالي النيل الابيض والذي تعرضت ولايته للاعتداء وهو بعيدا ببورت سودان وولاة اخرين ..
نجد بانها ورشة لن تنزل توصياتها على ارض الواقع ولن تجد النور ابدا رغم ماصرف فيها من اموال حيث اقيمت في افخم قاعة بالمدينة وهي قاعة فندق الربوة . المطل على ساحل البحر الاحمر ..
ونقول بانها ورشة ليست ذات اثر لسبب بسيط لاننا عجزنا عن تطوير الصناعة في زمن السلم فهل ننجح في زمن الحرب ..!