عمار شليعة يكتب : تلفزيون البزعي لا يثقف أحداً و لا ينمّي شبْرا حين شاهد الناس التلفزيون توقفت تنمية الولاية

للنشر

تلفزيون البزعي لا يثقف أحداً و لا ينمّي شبْرا
حين شاهد الناس التلفزيون توقفت تنمية الولاية
الولاية لا تصنع بنطالاً و لا ثوباً و لا منديلاً

بقلم : عمار سيد احمد

نقاش مع الصفوة

لا علاقة للموضوع بموضوع البزعي و الزي البجاوي، و لكن من وحيه نستوحي المقال،.
معروف أن الكتاب هو الوسيلة المباشرة للثقافة الجادة، و أن الإذاعة و الصحف تأتيان في المرتبة الثانية، و أن التلفزيون و منصات القنوات الفضائية، و وسائط التواصل الإجتماعي هي وسائل لعرض الثقافات و ليست للتثقيف.
. و حين تنعدم وسائل التثقيف، في مجتمع ما، تنعدم فرص التنمية بذات المجتمع، و نعني التنمية الإجتماعية و الإقتصادية.
إن عمر التلفزيون في البحر الأحمر عمر طويل و أذكر إفتتاح الراحل الزبير محمدصالح نائب رئيس الثورة، للإذاعة في بداية التسعينات و قد كان الحدث قريباً من الحي الذي أسكن فيه.
ثم كنت أراسل تلفزيون البحر الأحمر عبر برنامج يقدمه مديره الاستاذ محجوب الذي كان يحرف الرسائل التي تنتقد المسئولين و منها رسائلي، و أذكر أنه في بداية الألفية، نزعت منهم منزلا حكومياً يخص الجيولوجيا.

من ملاحظاتي أنه ومنذأن تمكّن التلفزيون في الولاية توقف مصنع الإطارات و تكرير النفط و مصانع الزيوت و النسيج و الجبص و الطباشير و الليمونادة و النقل الميكانيكي، و تعطلت الكهرباء و نضبت المياه إلى يوم الناس هذا.
و لم يقدم مثقف او رأسمالي على إكتشاف أو إختراع يفيد مجتمع الولاية.

الولاية لم تصنع جنريتر و لا بطاريات طاقة شمسية
و لا رتينة و لا فانوس و لا شمعة

لم تصنع الولاية كيس دعاية و لا كيس قمامة و لا كيس صعوطز و لا فتيل و لا قارورة زيت طعام، و لا علبة لبن و لا علبة صلصلة و لا علبة طحنية و لا كيس دكوة و لا صندوق مقرمشات و لا صابونة غسيل و لا حمام، و لا علبة سيجاير و لا علبة خميرة و لا تعبئة شاي و لا سكر و لا أرز و لا عدس و لا فاصوليا و لا سمك و لا ساردين. و لا مرقة دجاج.

و لا أقول تكرير البنزين و النافتا و الصودا الكاوية و بنزين الطائرات و الجاز و الكحول و الغاز و تجميع اللاندروفرات و اللواري و التكاتك و المواتر و الركشات

الولاية لم تصنع كيس محلول مائي و لا حبة بنادول أو أسبيرين أو شاش جروح أو لزقة أو كمامة أو أوكسجين أو مرهم أو ديتول أو محقن أو حبوب السكري و الضغط.

الولاية لم تنتج قماش دمورية و لا دبلان و لا فوطة و لا توب كربة و لا ساري و لا ثوباً سودانياً و لا بدلة و لا بنطال و لا شقّة و لا سربادوق و لا سديري و لا حفاظات أطفال.

الولاية منذ بث التلفزيون تستورد من الخرطوم و بعد الحرب تسترد من جمهورية مصر، تستورد كل شيء حتى الماء.

الولاية تبني العمارات و تصنع ملح الطعام و خل الطعام و بعض العطور التركيبة.

ماذا يفيد تلفزيون البزعي،

أقفلوه بالضبة و المفتاح،

أدعموا البث الإذاعي بكل قوة،

يعمر الريف وإنسان الريف.

إنسان الريف ينتج الذهب و القطن و النحاس والرمال السوداء و الحديد و المنجنيز و الزنك و الجبص و الرخام و الغاز و البترول.

إنسان الريف ينتج الماء و الجمال و المعز و الغنم و السمك و اللؤلؤ و الكوكيان و الصدف وصقور الصيد و الصيد النادر و السلاحف.

عائد إنسان الريف دولارات لمزيد من تنمية الطرق و الموانئ و السكة الحديد و المطارات.

إنسان المدينة الرأسمالي، من عائد ما يدفعه من ضرائب، تكون الخدمات، مياه، كهرباء، صحة، تعليم، ترفيه.
التنمية و لا شيء سواها،

لعناية
إنتيليجنسيا البجا.
و الله ولي التوفيق